“هلوسة وجنون تام”.. تدريب للجيش الإسرائيلي يحاكي مواجهة اختطاف مستوطنين لفلسطينيين

أبدى عدد من الوزراء اليمنيين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الاثنين، غضبهم إزاء تدريب للجيش يحاكي إحباط عملية اختطاف ينفذها مستوطنون ضد مواطنين فلسطينيين بالضفة الغربية.
وكان على رأس المعترضين على التدريب، وزير المالية زعيم حزب “الصهيونية الدينية”، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي زعيم حزب “القوة اليهودية” إيتمار بن غفير، وكلاهما يمينيان متطرفان ومستوطنان بالضفة الغربية.
وتحت عنوان “لا يصدّق”، قالت “القناة 14” اليمينية مساء الاثنين، إنه “جرى (في ذات اليوم) تمرين بالضفة الغربية بتوجيه من قائد المنطقة الوسطى بالجيش الإسرائيلي يهودا فوكس يحاكي تعريف مستوطنين على أنهم عدو ويختطفون عربيًّا إلى إحدى البؤر الاستيطانية”.
وأضافت: “وفقًا للتمرين، تم نشر قوات من جهاز الأمن العام (الشاباك) والقوات الخاصة، للتعامل مع المستوطنين الذين فرّوا إلى البؤرة الاستيطانية جفعات جلعاد”.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن عددًا من الجنود والضباط رفضوا المشاركة في التمرين.
وردًّا على ذلك، كتب سموتريتش على منصة إكس: “شخص ما في القيادة العليا لجيش الدفاع الإسرائيلي ضائع كلّيًّا، ولسوء الحظ هذه ليست المرة الأولى”.
وأضاف: “تقديم المستوطنين على أنهم أعداء، في حين يتم تجنيد الكثير منهم في الجبهة ويدفعون ثمنًا باهظًا من الدماء، هو خسارة تامّة للقيم الأخلاقية”، وفق تعبيره.

هلوسة وجنون تام
أما بن غفير، فعلّق عبر منصة إكس، قائلا: “التقرير عن التمرين الذي أجرته القيادة الوسطى والذي تم في إطاره محاكاة اختطاف عربي من قبل المستوطنين، هو هلوسة وجنون تامّ”.
وأضاف: “يأمر قائد منطقة بإجراء تمرين يركز على إطلاق دماء المستوطنين وشيطنتهم”، واعتبر أن “وجود مثل هذا التمرين هو تعاون كامل في مؤامرة الدم حول عنف المستوطنين”، وفق ادّعائه.
من جهته، دعا وزير الدفاع يوآف غالانت إلى “التدخل الفوري في الأمر والتحقيق في الحادث”، مضيفًا: “لن نسمح لمثل هذا السلوك الخطير على جدول الأعمال”، وفق وصفه.
أما وزير التراث من حزب “القوة اليهودية” عميحاي إلياهو، فهاجم قائد المنطقة الوسطى بالجيش يهودا فوكس. وادّعى أن المستوطنين في الضفة الغربية “ليسوا أعداء، لا في الواقع ولا في الممارسة”، وخاطب قائد المنطقة الوسطى بالقول: “جنرال فوكس، أنت مرتبك”.
وجاء التمرين بعد أيام من فرض الإدارة الأمريكية عقوبات على 4 مستوطنين لمشاركتهم في أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وتقول منظمات حقوقية إسرائيلية إن عنف المستوطنين بالضفة الغربية ازداد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وتصاعد بوتيرة ملحوظة أواخر عام 2023 وبحماية من القوات الإسرائيلية، وخاصة على وقع حرب مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ولعلّ أبرز حدث في هذا الإطار هو إقدام مستوطنين في يوليو/تموز 2015 على إضرام النار في منزل عائلة دوابشة في بلدة دوما بشمال الضفة الغربية؛ مما أدى الى مقتل سعد وريهام دوابشة ورضيعهما علي وإصابة ابنهما أحمد بجروح خطيرة.