كارثة وشيكة.. تحذير أممي من مجاعة تضرب نصف سكان غزة إذا لم تدخل مساعدات عاجلة
أمر غير مسبوق
قال تقرير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، اليوم الاثنين، إن نحو 1.1 مليون شخص، يمثلون نصف سكان قطاع غزة، يعانون “جوعًا كارثيًّا”، في حين يُتوقع أن تضرب المجاعة شمالي القطاع في أي وقت خلال الفترة من منتصف مارس/آذار الجاري حتى شهر مايو/أيار المقبل، وذلك في غياب أي تدخّل عاجل للحيلولة دون وقوع المجاعة.
وقالت بيث بيكدول، نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، لوكالة الصحافة الفرنسية إن “وجود 50% من كامل السكان عند مستويات كارثية قريبة من المجاعة، هو أمر غير مسبوق”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“أشعر بالخجل من الحمار”.. شاب فلسطيني يصف ساخرا معاناة أهل غزة من قلة الطعام
مقررة أممية: كل الآليات القانونية الدولية لوقف الحرب على غزة تتداعى بسبب موقف واشنطن (فيديو)
بوريل: إسرائيل تستخدم الجوع سلاحا في قطاع غزة
كارثة وشيكة في شمالي القطاع
يشار إلى أن هذا هو الرقم الأعلى الذي يسجله التقرير، والذي يعرّف المجاعة بأنها “مواجهة السكان سوء تغذية على نطاق واسع، وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء”.
وفي النسخة السابقة من التقرير، التي نُشرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ذكر برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة أن المجاعة “مرجَّحة” بحلول نهاية مايو من العام الجاري في شمالي قطاع غزة.
الموت تجويعًا
ويُعَد الوضع في شمالي قطاع غزة صعبًا على وجه الخصوص، إذ أوضحت بيدكول أنه “إذا لم يحصل تغيير في عمليات تسليم المساعدات الإنسانية، فستحدث المجاعة”.
وأضافت “قد تكون المجاعة بدأت في الشمال، لكننا لم نستطع بعد التحقق من ذلك” بسبب عدم إمكان الوصول إلى المناطق المعنية.
وحذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في بيان من أن معايير التصنيف المرحلي المتكامل لإعلان مجاعة لم تُستوفَ تقنيًّا، لكن “سكان غزة يموتون من الجوع”.
وحسب منظمة أوكسفام البريطانية (غير حكومية)، دخلت 2874 شاحنة إلى القطاع في شباط/فبراير الماضي، أي ما يعادل “20 % فقط من المساعدات اليومية” التي كانت تدخله قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي أنه ما زالت هناك “نافذة ضيقة” لمنع المجاعة، ومن ثَم “نحن نحتاج إلى وصول فوري وغير مقيَّد إلى الشمال. إذا انتظرنا حتى إعلان المجاعة، فسيكون الأوان قد فات وسيموت آلاف آخرون”، وفق سيندي ماكين.
وقال البرنامج إنه من أجل تأمين الحاجات الغذائية الأساسية، يجب إدخال “300 شاحنة على الأقل يوميًّا” إلى قطاع غزة، خصوصًا إلى الشمال حيث تمكنت المنظمة من نقل تسع قوافل مساعدات فقط منذ بداية العام. ووصلت آخر 18 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية مساء الأحد إلى مدينة غزة.
عمليات الإنزال الجوي “رمزية”
وفي محاولة لإيصال المزيد من المساعدات، تُنفَّذ عمليات إنزال جوي لمواد غذائية، وبدأ المجتمع الدولي توصيل إمدادات عن طريق البحر.
لكنّ هذا الممر الإنساني البحري الذي فُتح من قبرص، البلد العضو في الاتحاد الأوروبي والأقرب إلى قطاع غزة بين دول الاتحاد، لا يغيّر الوضع، حسب بيرث بيكدول التي شددت على أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات وتسليمها عن طريق البحر هي “رمزية أكثر من كونها حلًّا شافيًا”.
وأشارت بيكدول إلى أن “وقفًا إنسانيًّا فوريًّا لإطلاق النار” سيتيح “دخول ما يكفي من الغذاء والدواء ومياه الشرب إلى القطاع” لتجنب مجاعة، لكنّ وقفًا للقتال “لا يبدو مرجَّحًا في الأيام أو الأسابيع المقبلة”.
وتشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، أسفرت عن أكثر من 31 ألف شهيد معظمهم أطفال ونساء، ونحو 73 ألف مصاب، ودمار هائل في البنية التحتية للقطاع.