“وهذا الطفل يبيع حلمه”.. الحرب تحول الصغار في غزة إلى باعة جائلين (فيديو)

“أحلام الأطفال قطعة حلوى، وهذا الطفل يبيع حلمه”

“أحلام الأطفال قطعة حلوى، وهذا الطفل يبيع حلمه”.. كلمات كتبها الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ باكيًا عندما رأى طفلًا يبيع الحلوى عند إشارة مرور. وفي غزة أجبرت الحرب آلاف الصغار على بيع أحلامهم أيضًا.

على بسطة صغيرة أعدّتها في السوق، تقف الطفلة “جويرية” تبيع ما تستطيع بيعه من أساور وسلاسل لتعول أسرتها وتقول “عم ببيع لأقدر أوفر مصروف لأهلي وأقدر أشتري اللي نفسي فيه، ببيع أساور ودبابيس وسلاسل”.

وعبّرت الصغيرة التي لم تتجاوز 10 أعوام عن فطنتها في تجارتها البسيطة “فيه محلات بتبيع هاي البضاعة، واللي عليها ضغط باشتريها لحتى أبيعها”.

“والا إحنا مش أطفال؟!”

حطّمت الحرب أحلام الصغيرة لكنها ما زالت تحلم بيوم تتوقف فيه الحرب لتعود إلى مقاعد الدراسة “نفسي أرجع أدرس، أرسم، نفسي ألعب زي الأطفال، احنا عايشين في حرب، بنصحى على قصف الصواريخ، بننام على خوف ونصحى على خوف.. والا إحنا مش أطفال وما عنا إحساس؟!”.

على البسطة المجاورة تجلس فاطمة التي تعمل لمساعدة أسرتها أيضًا، وروت الطفلة ذات الـ12 عامًا ” نفسي ألعب زي الأطفال، أمارس هوايتي وأروح على المدرسة، نفسي في كل شيء كنا بنعمله قبل الحرب”.

أما عمّار أبو عون فيتميز ببسطته الحلوة، ويساعد أسرته من ربحه في بيع الشوكولاتة: “باصرف على أهلي وأخواتي وكل ما بجمع 80 شيكل بعطيهم لأبويا”.

يبيعون أحلامهم

وروى الطفل عصام أبو عبيد للجزيرة مباشر عن كياسته في تجارة الكمامات الطبية فقال “باشتري علبة الكمامات بـ9 شيكل وبابيعها بـ12 يعني باكسب بالكرتونة 3 شيكل، وآخر النهار باشتري الأكل لاخواتي قبل ما أروح على البيت”.

أما الفتى محمد أيمن فتجد على بسطته غالبية ما تحتاج، لا شيء بعينه يحدد هويتها، فقد تجد الحلو واللاذع على بسطة واحدة “بابيع تونة، صلصلة، عصير، قهوة، كل اشي، اللي بالاقيه بشتريه وبابيعه، وهيك باتسلى بدل قعدتي بالدار وباجيب مصروفي”.

بسطات مختلفة وقصص متشابهة لأطفال تغيّرت حياتهم وقلبت الحرب أحوالهم، وضعتهم في ظروف إنسانية قاسية أجبروا فيها على ما لم يألفوه من العمل، ولم تدع لهم خيارات أخرى بعد أن أجبروا على ترك مقاعد الدراسة، وأخضعوا لصراعٍ مع البقاء.

ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمّرة على قطاع غزة خلّفت 30228 شهيدا و71377 مصابا 70% منهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان