فنانة فلسطينية تجسد مآسي الحرب بـ”أسلحتها” الخاصة (فيديو)

تجلس أسيل حسن الفنانة الشابة وسط خيمتها محاطة بأدواتها “أسلحتها” الخاصة بالرسم، حيث تقوم بتوثيق جحيم الحرب وويلاتها، مستخدمة فرشاة وألوان حصلت عليها بصعوبة بعد قصف منزلها وإجبار الاحتلال لها على النزوح مرتين، ما تسبب في خسارتها لرسوماتها وأدواتها.

لم يفارقها حنينها للرسم الذي توقف بفعل الحرب، بدأت ترسم مشاهد من مآسي الحرب، لتوثيقها علها تجد طريقها -يومًا ما- لتكون وثيقة إثبات لـ”جرائم” الاحتلال ضد غزة وشعبها.

تقول أسيل للجزيرة مباشر: “الرسم هو حياتي عشرات الرسومات وأرشيفي ومكتبي وحجرتي الجميلة دمرت في غمضة عين الحمد لله نجونا ونزحنا أكثر من مرة”.

عن موهبتها في الرسم تقول أسيل: “أرسم ما أراه من حولي، من حزن وألم وخوف في محاولة لتجسيد معاناة الشعب الفلسطيني وإثبات أن الفلسطينيين يستحقون الحياة”.

وأضافت “لأول مرة أتوقف عن الرسم لمدة ثلاثة أشهر وبالصدفة وجدت أدوات أثناء وجودنا في رفح أدوات رسم أطفال وأخدتها كبدائل، وشرعت في رسم لوحات جديدة عن مشاهد الوجع والحصار وحرب التجويع بحق أهل غزة”.

تستعرض أسيل لوحاتها التي تقطر ألمًا وتشرح ما تحمله من معانٍ قائلة: “هذا أب يطعم ابنه حشائش القريص طعام الطيور”، تعبّر من خلالها عن تفشي المجاعة في شمال غزة.

وتجسد أسيل على أوراقها المتواضعة مأساة حقيقية لأب يصرخ تحت المطر، وهو يحمل طفله الذي استشهد في غارة إسرائيلية على غزة، وتنتشر خلفه الأحزمة النارية.

كما رسمت أسيل شقيقتها الصغرى وهي ترتدي الثوب الفلسطيني وسط سيل من خيام النازحين المنتشرة على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة ومصر.

وفي لوحة أخرى تقارن أسيل بين مائدة إفطار رمضان الماضي والحاضر، مستعرضة تفاصيل دقيقة توضح الفرق الشاسع الذي أنتجته الحرب الدائرة في شهرها السادس.

وتهدف أسيل من وراء موهبتها ورسوماتها المشاركة في معارض دولية، لإيصال صورة للعالم أن غزة مليئة بالمواهب وليست فقط مكانًا للموت “أبيّن للعالم أن عندنا مواهب أحنا مش بس للموت”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان