“كل هذا والعالم يشاهد”.. آلام صامتة يقاسيها “الصم” داخل مخيمات النزوح في رفح (فيديو)
تشابكت مآسيهم مع الحرب التي عصفت بوطنهم

يواجه “الصُّمّ” في قطاع غزة واقعا مليئا بالتحديات الصعبة، حيث تشابكت مآسيهم مع الحرب التي عصفت بوطنهم، وفاقمت معاناتهم أكثر من غيرهم.
روى الشاب أحمد أبو عمرة الذي تحدث للجزيرة مباشر عبر لغة الإشارة، أن الحرب المفاجئة جعلت حياته مؤلمة وبدلت كافة أمور “ها نحن الآن في مخيمات النزوح نعاني مع أكثر من مليون و900 ألف مواطن موجود بالمدينة”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsفي يوم الأسير الفلسطيني.. تصاعد الدعوات لمحاسبة الاحتلال وفضح جرائمه بحق المعتقلين
“من أصعب أيام حياتي”.. أسير محرر يكشف تفاصيل مروعة أثناء اعتقاله في سدي تيمان (فيديو)
“أريد موتا مدوّيا يسمع العالم به”.. تفاعل لافت مع وصية “عين غزة” فاطمة حسونة (فيديو)
ويشكو أبو عمرة وغيره من ذوي الإعاقات السمعية من البرد القارس والجوع وشحّ المياه “لا يمكننا النوم بسبب ما نشعر به من برد قارس ولا يمكننا الاستحمام بسبب شح المياه، ومع ذلك نحن صابرون الحمد لله”.
“قلبت كل الموازين”
وأوضح أحمد أن هناك مشاهد قاسية تؤلم قلبه، وخاصة معاناة الأطفال “قد يمكننا التحمل نحن الكبار، لكن كيف سيواجه الصغار البرد والجوع وهم يشاهدون ما يحدث”.
كما سرد مجد صيام، وهو من مواليد مدينة رفح كيف أن الحرب على غزة قلبت كل الموازين رأسًا على عقب “بفجر يوم 10 أكتوبر بدأت الحرب، استيقظنا على القصف المفاجئ، وشاهد العالم حجم الدمار والقصف”.
وعلى الرغم من معاناة مجد حياة بالغة الصعوبة في مخيمات النزوح، فإنه اعتبر أن الحرب سلطت الضوء على القضية الفلسطينية بعد صمت طال أمده “في 7 أكتوبر (تشرين الأول) شاهد العالم معاناة هذا الشعب في ظل القصف والدمار”.
ويعاني إبراهيم فريد من وضع خانق جدًّا بسبب القصف والدمار اللذين استيقظ عليهما فجأة دون سابق إنذار، مشيرًا إلى أن الأشخاص الصمّ تحديدًا وذوي الإعاقة عموما يعانون الأمرّين بسبب الظروف القاسية وغير الآمنة.
أما الحاج عبد الله جلوب فقد اسودت الحياة في عينه، وشوهت الحرب قيمتها في قلبه، وأكثر ما يقلق جلوب هو كيف يحمي أطفاله وأسرته من الأهوال التي يقاسونها “قلوبنا تعتصر ألمًا ولا نعلم ما يخبّئه لنا القدر بعد ما قاسيناه في هذه الحرب”.
“كل هذا والعالم يشاهد”
ويشكو محمد الكيلاني قلة المساعدات، خاصة أنه لا يملك ما يكفي من مال لشراء ما يلزمه، وأضاف محمد الذي يسكن بخيمة من الصفيح “ننام على الأرض في عدم وجود أغطية، كل هذا والعالم يشاهد”.
وقصّت مارسيل عفانة ما عاشته من لحظات قاسية حين استهدف القصف منزلها، فانهدم على رؤوس أسرتها وأصاب والدها “بقيت أنا وأختي يحضن بعضنا بعضا دون طعام ولا مأوى وملابس سوى التي نرتديها”.
وأردفت مارسيل للجزيرة مباشر أن كل شيء في غزة قد دُمّر، وأضافت “لا نملك ما نستطيع شراءه لسد جوعنا، والله شاهد على ذلك”.