بالصور.. ناشطون مناهضون للصهيونية يتظاهرون أمام إحدى منشآت احتجاز الأسرى من قطاع غزة

أقيمت أمس السبت مظاهرة احتجاجية على أسوار منشأة إسرائيلية تقع في صحراء النقب، يُحتجز فيها أسرى من قطاع غزة.
وشارك العشرات من الناشطين السياسيين المناهضين للصهيونية في المظاهرة التي جاءت احتجاجًا على عمليات التعذيب، وظروف المعاملة غير الإنسانية التي يلقاها الأسرى الغزيون في المنشأة العسكرية.
ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شهادات مسجلة عن الناجين من المكان، وقال المتظاهرون إنهم يتجنبون الهتاف في المظاهرة خشية على المعتقلين من عمليات انتقامية من جانب السجانين الإسرائيليين.
وظهر اسم معسكر “سديه تيمان” في وسائل الإعلام بعد صدور تقارير عن عمليات التعذيب والانتهاكات التي يلقاها المعتقلون الغزيون فيه.
ونشر طبيب إسرائيلي شهادته على إساءة معاملة المعتقلين الجرحى في منشأة طبية تم إلحاقها بالمعسكر، بعد صدور قرار من وزير الصحة الإسرائيلي بمنع معالجة الجرحى الغزيين في المستشفيات الإسرائيلية.
وورد في شهادة الطبيب أنه خلال الأسبوع الذي كتب فيه رسالته، تم إجراء عمليات بتر لسيقان معتقلين غزيين، مضيفًا أن بتر أطراف الأسرى يُعتقد أنه جاء نتيجة تقييدهم بصورة دائمة، وهو “أمر روتيني” في ذلك المرفق الطبي.
“جئنا إلى هنا لتسليط الضوء على هذا المكان المنسي” حسب ما صرحت عونج بن درور، إحدى منظمات الاحتجاج، وهي ناشطة مناهضة للصهيونية من أصول يهودية.
انتهاكات شديدة وإذلال وعنف
وقال بيان صادر عن المتظاهرين “ما يوجد هنا هو معسكر تعذيب مخفي، يتعرض فيه المعتقلون الغزيون لانتهاكات شديدة وإذلال وعنف، ينتهي في كثير من الأحيان بكسور في الأطراف ونزيف داخلي وبتر الأطراف، بل وحتى الموت”.
وأضاف البيان أن إسرائيل قامت منذ بداية الحرب “باعتقال الآلاف من سكان غزة، واحتجزتهم في قواعد عسكرية ومعسكرات اعتقال داخل قطاع غزة، وفي السجون داخل إسرائيل، ويُحتجز هؤلاء الأفراد في عزلة تامة عن العالم الخارجي، دون السماح لهم بطلب التمثيل القانوني، أو حتى نشر قوائم بأسمائهم”.
وأفاد البيان بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أشخاصًا تتراوح أعمارهم من 6 أعوام إلى 82 عامًا (في إشارة إلى المعتقلة الغزية المسنة فهمية الخالدي، التي تعاني أمراضًا عدة بينها الزهايمر، والتي اعتقلتها إسرائيل على مدار شهرين بدعوى كونها “مقاتلة غير شرعية”)، وأشخاصًا يعانون إعاقات جسدية ونفسية وعقلية، ومرضى ألزهايمر، ومرضى بالسرطان، إلى جانب من كانوا يحتمون بالملاجئ والمدارس والمستشفيات”.
معصوبو الأعين دائمًا
وقال كوبي سينتس، وهو أيضًا ناشط مناهض للصهيونية وأحد منظمي المظاهرة “يُحتجز المعتقلون الغزيون هنا في سجن مفتوح على شكل أقفاص، وهم مكبلون ومعصوبو الأعين دائمًا”.
وأضاف “لا يُسمح لهم بالتحرك أو التحدث بأي طريقة، ويتعرضون لعقوبات عنيفة تشمل الحرمان من النوم والطعام والمراحيض، إلى جانب الضرب والتقييد بالأسوار المعدنية لمُدد طويلة، والتعريض لهجمات الكلاب، والبصق والإهانة والصعق بالكهرباء وحرق جلودهم بالولاعات، فضلًا عن الانتهاكات الجنسية المتمثلة في إدخال العصي في فتحة الشرج”.
واختتم المتظاهرون بيانهم بالقول “ما نريد قوله للأسرى المحتجزين على بُعد أمتار قليلة منّا أنهم ليسوا وحيدين، لكننا لا نهتف بسبب الخشية من انتقام الجنود منهم إذا سمعوا هتافاتنا، ولذا فقد اخترنا الوقوف صامتين، حاملين لافتات عليها شهادات ممن أُطلق سراحهم من هذا الجحيم، للتعبير عن تضامننا معهم، وكذلك مع جميع الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، والذين يعانون الاضطهاد السياسي، وتُنتهك حقوقهم بصورة ممنهجة، ووصلت الانتهاكات الممارسة بحقهم على مدار الأشهر الستة الماضية إلى ذروة مأساوية تميزت بالأعمال الانتقامية والوحشية، وسوء المعاملة التي تشمل الإهانة والاستغلال والعنف الجنسيين، بل وحتى الموت. إن هذا المكان يجسد هذه الجرائم أكثر من أي مكان آخر”.
وطالب المتظاهرون بإغلاق منشأة “سديه تيمان” ووقف التعذيب، وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين الفلسطينيين.