مفاجآت في نتائج الانتخابات البلدية التركية.. إليك أبرزها

أردوغان يدلي بصوته في الانتخابات المحلية
أردوغان يدلي بصوته في الانتخابات المحلية (الأناضول)

كشفت نتائج الانتخابات البلدية التي جرت الأحد الماضي في تركيا عن مفاجآت عديدة خاصة في ما يتعلق بالناخبين وكذلك المرشحين في البلديات الرئيسية، كإسطنبول وأنقرة وإزمير وبورصة.

ووجد حزب العدالة والتنمية الحاكم نفسه في الترتيب الثاني في قائمة الأحزاب الفائزة في الانتخابات البلدية، بعد حزب المعارضة الرئيسي (الشعب الجمهوري) المتصدر، وهو متغير يحدث للمرة الأولى منذ أكثر من 22 عاما.

بلغة الأرقام، حصل الحزب الحاكم على 35.6% من إجمالي الأصوات التي شاركت في الانتخابات على مستوى الـ81 ولاية، بينما حصل حزب الشعب الجمهوري على 37.5% ضمنت له السيطرة على 35 مدينة كبرى و15 محافظة.

غزة تعيد تموضع حزب الرفاه

ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد، بعدما قدّم حزب “الرفاه من جديد” بزعامة فاتح أربكان نفسه بديلا إسلاميا محافظا لحزب العدالة والتنمية نتيجة إخفاق الحزب الحاكم في إدارة ملف حرب غزة.

وتمكن “الرفاه من جديد” من انتزاع بلديتي شانلي أورفا ويوزغات من حزب العدالة والتنمية، مما شكّل صدمة كبرى لم تكن متوقعة على الإطلاق.

أكرم إمام أوغلو (يمين) ومراد قوروم مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول في الانتخابات القادمة
مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو (يمين) ومراد قوروم مرشح العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول (الجزيرة مباشر)

أردوغان يخسر في أهم قلاعه

ثالثة المفاجآت، التحول في خارطة الكتل التصويتية، حيث فاز العدالة والتنمية بهطاي إحدى قلاع المعارضة، بينما خسر أوسكودار (المنطقة التي يسكن بها أردوغان وتُعَد واحدة من أهم معاقل العدالة والتنمية) وأيوب سلطان وتشكماكوي وسلطان غازي وتوزلا وسنجاق تبيه داخل بلدية إسطنبول.

وتُعَد مدن سيواس وغيرسون في البحر الأسود وكيليس في الجنوب وبورصة شمال غرب من أبرز البلديات الكبرى التي خسرها تحالف الجمهور، وذهبت لصالح الشعب الجمهوري.

بينما ظل العدالة والتنمية محافظا على عدد من البلديات الصغرى، ولكن نسبة التصويت لصالحه تراجعت بشكل ملحوظ.

وتقول الأستاذة بجامعة خليج التركية أيلين نوي للجزيرة مباشر “تعرّض الناخب التركي للتشتيت بسبب كثرة الخيارات، 34 حزبا مشاركا في الانتخابات، إلى جانب أسماء عدة من المرشحين المستقلين”.

وتفسر أيلين تراجع نسبة المشاركة إلى اعتقاد بعض الناخبين أن أحزابهم فرصها كبيرة في الفوز، ونسبة أخرى رأت عدم الذهاب لتواضع فرص أحزابها المشاركة في الانتخابات البلدية.

وأشارت إلى أن الانتخابات العامة -الرئاسية والتشريعية- التي جرت في الصيف الماضي، استنفذت الفكر والجهود بشكل كبير، دون تناسي تأثير أجواء شهر رمضان على نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية.

أردوغان يتقبل الهزيمة

بدوره، يرى الكاتب التركي أحمد هاكان أن طريقة أردوغان في استقبال نتائج الانتخابات، التي عمل الحزب على مدار خمس سنوات كاملة للفوز بها، لا تُظهر العناد مع الشعب، مذكرا بأنه يسهل الحديث عن الديمقراطية بعد الفوز لا بعد الهزيمة.

وأشاد الصحفي المعارض الشهير جونيد أوزديمير، خلال برنامجه الذي يبثه على موقع يوتيوب، برد فعل أردوغان وتقبله للهزيمة، وإعلاء المصلحة العامة، قائلا “كان باستطاعة أردوغان الفوز إذا رفع حد التقاعد من 10 آلاف ليرة إلى 15 أو 20 ألفا، كان باستطاعته الفوز إذا أعطى لحزب الرفاه من جديد ولايتين كما كان يطلب منه. للهزيمة شرف، وأبارك لأردوغان لأنه لم ينخرط في مساومة، وفضّل الحفاظ على مبادئه”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان