“هآرتس” تكشف تفاصيل استهداف إسرائيل لسيارات المطبخ المركزي العالمي (فيديو)
قالت صحيفة هآرتس العبرية، الثلاثاء، إن طائرة إسرائيلية مسيّرة أطلقت 3 صواريخ على قافلة تقل 7 عمال إغاثة من منظمة “المطبخ المركزي العالمي” وسط قطاع غزة، مما أسفر عن مقتلهم جميعا.
ومساء الاثنين، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي قافلة “المطبخ العالمي” بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفلسطين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحماس تدين ومطالب غربية بالتحقيق.. تنديد دولي وأممي إثر مقتل عمال إغاثة في غزة
المطبخ المركزي العالمي.. قصة المنظمة التي قتلت إسرائيل 7 من موظفيها في غزة
أحمد الطيبي: هذا هو هدف إقرار الكنيست قانون حظر “الجزيرة” في إسرائيل (فيديو)
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت إدارة المطبخ المركزي العالمي تعليق عملياتها لنقل المساعدات الإنسانية في غزة، معربة عن شعورها بالصدمة لمقتل 7 من أعضاء فريقها في غارة للجيش الإسرائيلي.
ونقلا عن مصادر أمنية مطلعة لم تسمها، قالت هآرتس إن الهجوم الإسرائيلي على عمال الإغاثة جاء بسبب الاشتباه في أن “إرهابيا” كان يسافر أيضا في قافلة السيارات، حيث أطلقت طائرة مسيّرة 3 صواريخ واحدا تلو الآخر.
السيارات تحمل علامات واضحة
وأوضحت المصادر لهآرتس أن قافلة مؤلفة من 3 سيارات من المطبخ العالمي المركزي (WCK) تحركت الليلة الماضية لمرافقة شاحنة مساعدات إلى مستودع المواد الغذائية التابع للمنظمة في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة.
وكانت السيارات تحمل علامات واضحة على سطحها وجوانبها تشير إلى أنها تابعة للمنظمة، وفق المصدر ذاته.
ووفق المصادر المطلعة على تفاصيل الحادث، فإن غرفة العمليات التابعة للوحدة المسؤولة عن تأمين المحور الذي كانت تسير فيه القافلة رصدت على الشاحنة مسلحا واشتبهت في أنه “إرهابي”.
ووصلت الشاحنة إلى المستودع برفقة سيارات المنظمة الثلاث التي تقل سبعة متطوعين، اثنان منهم فلسطينيان مزدوجا الجنسية (من الولايات المتحدة وكندا) والمواطنون الخمسة الآخرون من أستراليا وبريطانيا وبولندا، حسب هآرتس.
وتابعت الصحيفة “بعد دقائق قليلة، غادرت السيارات الثلاث التابعة لمنظمة الإغاثة المستودع، دون الشاحنة التي يُزعم أن المسلح كان فيها. وحسب المصادر الأمنية، فإن ذلك الشخص لم يغادر مقر المستودع”.
وفي طريق عودتها تحركت السيارات على طريق وافق عليه الجيش الإسرائيلي سلفا، وجرى تنسيق رحلتها أيضا معه.
وقالت المصادر لهآرتس “في مرحلة ما، بينما كانت القافلة تسير على الطريق المتفق عليه، أمرت غرفة العمليات التابعة للوحدة المسؤولة عن تأمين طريق المرور مشغلي الطائرات المسيّرة بمهاجمة إحدى السيارات بصاروخ”.
وأضافت “شوهد بعض الركاب وهم يخرجون من السيارة بعد سقوط الصاروخ ويتجهون نحو إحدى السيارتين الأخريين، وواصلوا رحلتهم حتى أنهم أبلغوا المسؤولين عنهم بتعرضهم للهجوم، لكن بعد ثوانٍ أصاب صاروخ آخر سيارتهم”.
وواصلت المصادر للصحيفة “اقتربت منهم السيارة الثالثة للقافلة، وبدأ الركاب بنقل الجرحى الذين نجوا من الهجوم الثاني إليها، وذلك لإبعادهم عن أي خطر. ولكن بعد ذلك، أُطلق صاروخ ثالث أصابهم، وقُتل جميع متطوعي المنظمة السبعة في الهجوم”.
تآكل الشرعية الدولية
وأشارت هآرتس إلى أن الجيش الإسرائيلي يدرك أن هذا حادث خطير قد يكون له آثار بعيدة المدى على استمرار القتال في غزة، نظرا لتآكل الشرعية الدولية في الأسابيع الأخيرة.
وأضافت “تستعد المؤسسة الأمنية لإرسال ممثلين إلى الدول التي يحمل المتطوعون القتلى جنسياتها، ليقدموا شخصيا لكبار ممثلي الحكومات هناك نتائج التحقيق الذي يجريه الجيش الإسرائيلي”.
وأكدت الصحيفة أن هجوم الليلة الماضية ليس الحالة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي أعضاء المنظمة.
وتابعت “في نهاية الأسبوع الماضي، أطلق قناص من الجيش الإسرائيلي النار على سيارة كانت في طريقها إلى مستودع للمواد الغذائية في منطقة خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، وأصابت رصاصة القناص الزجاج الأمامي للسيارة، لكن المتطوع الذي كان فيها لم يُصَب بأذى”.
وختمت هآرتس تقريرها بالقول “فور وقوع الحادث، تقدمت المنظمة بشكوى للجيش الإسرائيلي، وطالبت بوقف إطلاق النار على أفرادها وضمان سلامتهم أثناء توزيع المواد الغذائية في قطاع غزة، الذي يجري بالتنسيق الكامل، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يستجب لطلب المنظمة”.
وفي وقت سابق مساء الثلاثاء، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتشكيل فريق محترف للتحقيق في مقتل عمال الإغاثة.
ومنذ مساء الاثنين، تتوالى الإدانات العربية والدولية لاستهداف عاملي إغاثة دوليين أثناء محاولتهم التخفيف من آثار حرب التجويع التي تمارسها إسرائيل على غزة إلى جانب التدمير الكارثي الذي ألحقته بالقطاع على مدى نحو 7 أشهر.