تركيا تفرض قيودا تجارية على إسرائيل بسبب غزة وتل أبيب تتعهد بالرد
في أعقاب عرقلة تل أبيب مسعى أنقرة لإنزال مساعدات جوًّا على غزة
أعلنت تركيا أنها ستفرض قيودًا تجارية على إسرائيل بدءًا من اليوم الثلاثاء على خلفية حرب غزة، تشمل مجموعة من المنتجات بينها الإسمنت والصلب ومواد البناء المصنوعة من الحديد، وتعهّدت تل أبيب بالرد.
يأتي ذلك في أول إجراء كبير تتخذه تركيا ضد إسرائيل بعد ستة أشهر من الحرب التي تشنها على غزة، كما يأتي في أعقاب عرقلة تل أبيب مسعى أنقرة لإنزال مساعدات جوًّا على غزة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالاحتلال يستهدف فلسطينيين في حي الشجاعية
الحكومة البريطانية تراجع تصدير مكونات إف-15 لإسرائيل
حماس تعلن موقفها من المقترح المصري بشأن إدارة قطاع غزة
وقف فوري لإطلاق النار
ودعت أنقرة إلى وقف فوري لإطلاق النار، ودعمت الخطوات الرامية إلى محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، وأرسلت آلاف الأطنان من المساعدات إلى سكان غزة.
وذكرت الوزارة في بيان، بعدما أعلنت تركيا أنها ستتخذ إجراءات إثر رفض إسرائيل طلبها للمشاركة في عملية للإسقاط الجوي للمساعدات، أن القيود ستدخل حيز التنفيذ بدءًا من اليوم الثلاثاء.
وأوضحت أن الإجراءات ستطبق على تصدير منتجات من 54 فئة تشمل الحديد والرخام والصلب والإسمنت والألومنيوم والطوب والأسمدة ومعدات ومنتجات البناء ووقود الطائرات وغيرها.
وقالت إن “القرار سيظل ساريا حتى تعلن إسرائيل بشكل عاجل، بموجب التزاماتها المنبثقة عن القانون الدولي، وقف إطلاق النار في غزة وتسمح بتدفق ما يكفي من المساعدات الإنسانية بدون عوائق إلى قطاع غزة”.
وسحبت كل من تركيا وإسرائيل سفيرها من الأخرى بعد وقت قصير من اندلاع الحرب على غزة. وتحرُّك اليوم هو أول إجراء كبير تتخذه تركيا ضد إسرائيل منذ بداية الصراع.
وشهدت الساحة التركية زيادة في حدة الانتقادات الموجّهة إلى الحكومة، حيث نظمت أحزاب سياسية ومنظمات إنسانية اعتصامات ووقفات احتجاجية مطالبة بتعليق فوري لتصدير البضائع إلى إسرائيل.
إسرائيل تتعهد بالرد
في المقابل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن تركيا “انتهكت من جانب واحد” الاتفاقيات التجارية بقرارها تقييد صادرات إلى إسرائيل، مضيفا أن إسرائيل سترد بفرض قيود تجارية على منتجات قادمة من تركيا.
وأضاف كاتس أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “يضحي مرة أخرى بالمصالح الاقتصادية للشعب التركي من أجل دعم (حركة المقاومة الإسلامية) حماس، وسنردّ بالمثل”.
ארדואן @RTErdogan שוב מקריב את האינטרסים הכלכליים של תושבי טורקיה למען תמיכתו במרצחי החמאס בעזה שאנסו, רצחו וחיללו גופות של נשים, נערות, מבוגרים ושרפו ילדים בחיים. ישראל לא תיכנע לאלימות ולסחטנות ולא תבליג על ההפרה החד צדדית של הסכמי הסחר ותנקוט נגד טורקיה בצעדים מקבילים שיפגעו…
— ישראל כ”ץ Israel Katz (@Israel_katz) April 9, 2024
وقال كاتس إن إسرائيل “لن ترضخ للعنف والابتزاز، ولن تغض الطرف عن انتهاكات أحادية الجانب لاتفاقيات التجارة، وستتخذ إجراءات موازية ضد تركيا؛ مما سيمس بالاقتصاد التركي”.
وأشار إلى أنه أمر بإعداد قائمة بأسماء المنتجات التي ستمنعها إسرائيل عن تركيا، وقال “إضافة إلى ذلك، أمرت بالتوجه إلى ولايات ومنظمات في الولايات المتحدة، لوقف الاستثمارات في تركيا ومنع استيراد المنتجات من تركيا”.
وأضاف “وطلبت من أصدقائنا في الكونغرس الأمريكي مراجعة انتهاك قوانين الحظر وفرض عقوبات على تركيا وفقًا لذلك”.
أردوغان: أظهرنا دعمنا لفلسطين
من ناحية أخرى، صرّح أردوغان، في رسالة مصورة، عشية عيد الفطر الذي يحل غدًا الأربعاء، بأن تركيا أظهرت دعمها للشعب الفلسطيني بإرسال أكثر من 45 ألف طن من المساعدات الإنسانية.
وأكد أنه سيواصل دعمه “حتى تتوقف إراقة الدماء في غزة ويقيم إخواننا الفلسطينيون دولة فلسطينية حرة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967”.
وقال إن شهر رمضان مضى بحزن بسبب المأساة الحاصلة في قطاع غزة ومناطق أخرى، وأضاف “منذ السابع من أكتوبر باتت غزة جرحًا ينزف ليس في قلوبنا فحسب، بل في ضمير الإنسانية جمعاء”.
وأضاف أردوغان “لقد واجهنا مشهدًا وحشيًّا في غزة، حيث تم قصف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد عمدًا، التي ينبغي عدم المساس بها حتى في الحرب”.
وأشار أردوغان إلى استشهاد 33 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 75 ألفا آخرين جراء الحرب الإسرائيلية، وتمنى الرحمة من الله للذين فقدوا أرواحهم والشفاء العاجل للجرحى.