ريم حمدقة.. صاروخ إسرائيلي أفقدها 14 فردا من عائلتها وتركها بكسور في القلب والجسد (فيديو)

الحرب نزعتها من جذورها

ريم حمدّقة شابة فلسطينية انقلبت حياتها رأسًا على عقب، وتبدّل حلمها بين ليلة وضحاها، بفعل الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، التي أخضعتها لاختبار صعب فقدت فيه 14 فردًا من عائلتها بينهم والداها، فيما أُصيبت هي بكسور معقدة في الحوض ومفصل الفخذ، جعلتها طريحة الفراش.

ريم التي تصبر على ألمها بـ”أمل” صغير لا يُفارقها، وهو أن تستعيد عافيتها لتُكمل مشوارها الذي كانت قد بدأته قبل إصابتها، تناشد الخروج لتلقي العلاج خارج غزة، حتى تتمكن من الحركة والمشي مجددًا.

“استيقظت وحدي على الفاجعة”

ريم ابنة الـ24 ربيعًا، مدرّسة اللغة إنجليزية وكاتبة المحتوى، كانت على مسافة قريبة من إتمام رسالة الماجستير، لكن الحرب وما تحمله من مآسٍ ألقت بظلالها على ريم، التي تستعرض تفاصيل قصتها باحثة عن ترتيب لأحداث لم تتوقع يومًا أن تراها.

تقول “كنا نازحين في بيت خالي الكائن بمنطقة صنّفها جيش الاحتلال أنها آمنة، لكن شعرنا ليلتها بخوف شديد كان الجو ملبدًا بأزيز الطائرات وأصوات الانفجارات التي لا تكاد تتوقف، تمسكّنا بحبل الدعاء ونمنا، لأستيقظ وحدي على الفاجعة”.

“كل الحبايب راحوا”

وتضيف وسط ذهول ما زال يسيطر عليها رغم مرور شهرين على تلك المأساة “كل الحبايب راحوا حتى قطتي، وبقيت أنا الناجية الوحيدة”، ثم تابعت حديثها “أخرجوني من تحت الأنقاض بعد ساعتين من وقوع الحدث تقريبًا، وحوصرنا من دبابات الاحتلال لنحو 15 ساعة بعض أقاربي نزفوا حتى الموت أمام أعيننا”.

وتستكمل قصتها بصوت متثاقل ودموع حبيسة موضحة، أنهم تمكنوا من انتشال جثامين بعض أفراد عائلتها بعد 12 يومًا من الاستهداف، فيما لا يزال بعضهم تحت الأنقاض، أما ريم فهي طريحة السرير في مشفى شهداء الأقصى منذ ذلك الحين، تُناشد من أجل تسهيل سفرها للعلاج في الخارج بعد إصابتها بكسور يصعب علاجها في مستشفيات القطاع، وفق إفادة الأطباء.

الحرب نزعتها من جذورها

وتشبّه ريم نفسها برقية بطلة رواية “الطنطورية” للراحلة رضوى عاشور آخر رواية قرأتها قبل الحرب، موضحة أنها تشبه البطلة في عيشها ظروف استشهاد عائلتها على يد جيش الاحتلال، مؤكدة أن الحرب نزعتها من جذورها، وسلبتها القدرة على التعرف إلى ذاتها الجديدة المليئة بالجروح والانكسارات.

ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن مجموع الجرحى جراء الحرب الإسرائيلية على غزة بلغ 77643 جريحًا في حصيلة غير نهائية، جميعهم يعانون من عدم توفر العلاج المناسب في مستشفيات القطاع، التي تواجه انهيارًا كليًا جراء الاستهداف العسكري الإسرائيلي المباشر، والحصار المطبق ومنع توريد الأجهزة والأدوية والمستهلكات الطبية.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الآلية المتبعة في مغادرة الجرحى للعلاج بالخارج من خلال معبر رفح البري مع مصر، عقيمة وغير مجدية وتسهم في قتل مئات الجرحى، ويتفق معها في ذلك “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”، الذي صنف تعمد إسرائيل عرقلة سفر آلاف المرضى والجرحى بـ”حكم مسبق بالإعدام”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان