“المخيم المنسي”.. نازحون يكشفون واقعا مريرا في المواصي جنوبي غزة (فيديو)
خيام من شرائط أقمشة

أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن نحو 630 ألف شخص نزحوا قسرًا من رفح في جنوب قطاع غزة، كما حذرت العديد من المؤسسات الإغاثية من آثار العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح التي أجبرت مئات الآلاف على اللجوء إلى مناطق غير آمنة.
يجلس النازح أحمد خضرة أمام خيمة مهترئة، تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، متحدّثًا بيأس عن مرات نزوحه الـ12، التي جاب خلالها قطاع غزة بدءًا من مستشفى الشفاء في الشمال، ثم حي الأمل وسط القطاع، وأخيرًا رفح في الجنوب، ثم رحلة النزوح العكسي إلى المواصي؛ بحثًا عن الأمان.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوول ستريت جورنال: نتنياهو يرضي اليمين المتطرف وينفر كل الأطراف الأخرى لكي ينجو
الإيكونوميست: الجيش الإسرائيلي عالق في حلقة الموت
سامي أبو زهري: الاحتلال فشل فشلا ذريعا وجيشه يقاتل بلا رؤية (فيديو)
ويشرح أحمد للجزيرة مباشر كيف نصب خيمته قائلًا “عملت الخيمة من حرامات (أغطية) وأكياس الطحين، ربطتهم في بعض، والشادر هذا ممزع زي ما أنتوا شايفين”، مؤكدًا عجز المؤسسات الإغاثية عن تقديم الدعم لهذا العدد الهائل من النازحين الذين يسكنون العراء.
“شرائط أقمشة”
أما النازحة منى مسمح التي تؤرقها أشعة الشمس الحارقة لأنها تعاني من مرض ارتفاع ضغط الدم، فتقول إن زوجها صنع خيمتهم من “شرايط أقمشة”، داعية الله ألا تفاجئها أمطار تتسبب في غرق خيمتها، مؤكدة مطالبتها زوجها باللجوء إلى المنظمات الإغاثية؛ لمساعدتهم على استكمال خيمتهم، إذا استطعنا مجازًا تسميتها خيمة.
وتعدد منى مرات نزوحها مؤكدة معاناتها خلال رحلات نزوحها المتكررة “نزحت من مخيم الشاطئ ثم النصيرات ثم رفح ثم المواصي”، لافتة إلى أن حلمها الآن هو الحصول على خيمة.

“المخيم المنسي”
ويقف المسنّ هاني الفرا عاجزًا أمام خيمته متسائلًا “مش عارف أعمل في خيمتي حاجة، حياتنا كلها في الشوارع إيش الحل؟ مش عارف إيش الحل وين نروح مش عارف”، وأضاف “نزحت بأعجوبة وجيت هنا بأعجوبة وعملت خيمتي بأعجوبة”.
وأكد النازح محمد أبو العلا سقوط المخيم من قائمة اهتمامات المنظمات الإغاثية موضحا “ما حدش عرض علينا خيام، المخيم هذا منسي تمامًا”.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حتى أمس الجمعة، 35 ألفًا و303 شهداء، و79 ألفًا و261 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنّين.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.