بوتين يعلن نية روسيا إقامة منطقة عازلة في خاركيف وزيلينسكي يخشى توسيع الهجوم

أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستقيم منطقة عازلة في منطقة خاركيف بأوكرانيا.

وأشار بوتين في لقاء مع الصحفيين، أمس الجمعة، في أثناء زيارته للصين، إلى أن روسيا لا تخطط حاليا للاستيلاء على خاركيف.

وقال تعليقًا على استيلاء الجيش الروسي على أجزاء من منطقة خاركيف مؤخرًا “ما حدث في محور خاركيف هو خطؤهم (الأوكرانيين) أيضًا. لأنهم قصفوا المناطق السكنية في المناطق الحدودية، بما في ذلك بيلغورود، ويواصلون القصف.

وأضاف “قلت بوضوح إنه إذا استمر هذا، فسنضطر إلى إقامة منطقة عازلة، منطقة آمنة، وهذا ما نفعله الآن”.

هجوم أوسع

من جانبه أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خشيته أن يكون الهجوم البري الذي بدأته روسيا في منطقة خاركيف مجرد تمهيد لهجوم أوسع نطاقًا في الشمال والشرق، محذرًا من أن كييف ليس لديها سوى ربع أنظمة الدفاع الجوي التي تحتاج إليها لتصمد على الجبهة.

وفي العاشر من مايو/أيار الجاري، شنّت القوات الروسية هجومًا مفاجئًا على منطقة خاركيف الأوكرانية، محققة أكبر مكاسبها منذ 18 شهرًا.

وفي أول مقابلة مع وسيلة إعلام أجنبية مذ أن بدأت موسكو هجومها على خاركيف، قال زيلينسكي إنّ القوّات الروسيّة توغّلت فيما بين 5 و10 كيلومترات على طول الحدود الشماليّة الشرقيّة قبل أن توقفها القوّات الأوكرانيّة.

وقال زيلينسكي إنّ أوكرانيا ليس لديها سوى ربع أنظمة الدفاع الجوّي التي تحتاج إليها، مضيفا أنّها تحتاج إلى 120 أو 130 طائرة مقاتلة من طراز إف-16 لمواجهة القوّة الجوّية الروسيّة.

وفي 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية بأوكرانيا، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.

قتال عنيف

وسبق لروسيا أن سيطرت على أجزاء واسعة من هذه المنطقة في المراحل الأولى من الحرب، قبل أن تستعيدها كييف، ثم سيطرت على 278 كيلومترًا مربعًا بين الـ9 والـ15 من مايو/أيار في شرق أوكرانيا ولا سيما في منطقة خاركيف، في أكبر اختراق لها منذ عام ونصف.

وأوضح حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف اليوم السبت أن القوات الأوكرانية صدّت ليلًا محاولتين روسيتين لخرق خطوط التماس، مؤكدًا أن الوضع “تحت السيطرة”.

واتهم مسؤولون أوكرانيون الجيش الروسي باعتقال عشرات المدنيين واستخدامهم “دروعًا بشرية” لحماية مقرّ عسكري.

واضطر نحو 10 آلاف شخص إلى الفرار من منازلهم في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا مذ أن بدأت روسيا الهجوم البري المباغت قبل أكثر من أسبوع، وفق ما أفاد مسؤول محلي، السبت.

ويرى محللون عسكريون أن الهجوم على خاركيف قد يهدف إلى استنزاف القوات والموارد الأوكرانية بشكل أكبر مع حشد روسيا المزيد من قواتها البشرية وذخائرها.

وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي إن روسيا تحاول إجبار أوكرانيا على سحب المزيد من القوات من احتياطياتها، وأضاف “ندرك أنه سيكون هناك قتال عنيف في المستقبل وأن العدو يستعدّ له”.