طفل من غزة: لسنا حيوانات لنسكن وسط القمامة (فيديو)

كارثة صحية وبيئية تحلّ بقطاع غزة بعد مرور 8 أشهر على الحرب، خاصة مع حملات النزوح العكسي القسرية للقادمين من رفح إلى مناطق “غير آمنة”، كما وصفتها منظمة اليونيسيف.
وتنتشر في منطقة مواصي خان يونس جنوبي غزة خيام النازحين القادمين من رفح بين أكوام من النفايات والقمامة، ناشرة حولها الحشرات والروائح الكريهة التي ضاعفت معاناة النازحين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsخديجة وهدان.. معاناة يومية جراء النزوح بقطاع غزة (فيديو)
تواصل القصف الإسرائيلي على غزة وازدياد المعاناة الإنسانية
أطفال غزة.. متى تنتهي المعاناة؟!
تجلس المسنّة مها الأسطل وسط خيمتها محاطة بعدد هائل من الذباب، تتحدث بضيق شديد عن وضعها الحالي، آملة مساعدتها على رفع كومة النفايات الهائلة المقابلة لخيمتها.
وأضافت بحسرة أن الذباب والحشرات سلباها النوم ليلا ونهارا، مشيرة إلى أن الروائح الكريهة تسببت في سوء الحالة الصحية لابنتها المريضة.
وأشار المسنّ محمد مصطفى للجزيرة مباشر إلى أنه كان يفضل الموت في بيته على “النزوح المر”، حسب وصفه.
الرائحة قاتلة
ويشرح مصطفى بحزن كيف تنتشر الحشرات، والزواحف في المخيم بسبب القمامة والنفايات، التي ضاعف رائحتها ارتفاع درجات الحرارة قائلا: “الرائحة قاتلة للناس، الذباب البعوض والأفاعي والعرس بنلاقيها جوه الخيمة”.
وناشد دول العالم النظر بعين الرحمة إلى أهل غزة، مطالبا برفع القمامة والنفايات حتى يتمكن سكان المخيم من التنفس.
ويقسم المسنّ يوسف النجار على تضرره الشديد وعائلته بسبب الروائح المنبعثة من النفايات؛ مما أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية بين الأطفال، مؤكدا عدم توفر الأدوية الملائمة لعلاج الأطفال، وهو ما ضاعف معاناتهم.
وأفاد الطفل محمد نور الدين بعدم قدرته على النوم ليلا بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة من القمامة، مشيرا إلى إصابة شقيقه بفيروس الكبد الوبائي بسبب التلوث.
وقال نور الدين “كنا في دورنا معززين مكرمين، لكن اطّلع الآن كيف أحنا؟”، مطالبا بإزالة أكوام القمامة المتكدسة أمام خيمته، طامحًا لأن يعود به الزمن كما كان قبل الحرب.
لسنا حيوانات
ويشاطره الشكوى من سوء الأحوال الطفل هاني الشاعر قائلا “أحنا مش بقر عشان نعيش عند الزبالة، أحنا بني آدمين شعب غزة، أحنا نضاف كنا، هيك يحصل فينا هيك”، مؤكدا إصابته وأشقاءه بأمراض جلدية منها الحكة، وعدم تمكن شقيقه الرضيع من النوم ليلا.
“ريحتها كثير قوية بالليل ما بنعرفش ننام، و الذباب بيجي علينا والبعوض، وبتصيبنا أمراض وريحتها بتقتل”، بهذه الكلمات وصفت الطفلة حنين حمد معاناتها مع النفايات المنتشرة حول خيمتها.
ويقف الطفل هيثم نصر صاحب السنوات الـ4 واضعا يده على أنفه ومشيرا إلى أكوام القمامة، قائلا ببراءة: “الزبالة، ريحتها جاية عند خيمتنا”.
وشددت الطفلة مي الأيوبي على ضرورة إزالة أكوام القمامة، محذرة من قيام بعض الأطفال باللعب فيها، مؤكدة أن الرائحة الكريهة المنبعثة من النفايات تمنعها من النوم ليلًا.