هكذا أعدمت إسرائيل الشاهد والدليل.. وائل الدحدوح يكشف تفاصيل دقيقة للحظة استشهاد سامر أبو دقة (فيديو)

روى وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة في قطاع غزة، التفاصيل الدقيقة للحظة استهدافه مع الزميل الشهيد سامر أبو دقة خلال تغطيتهما القصف الإسرائيلي على خان يونس في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقال الدحدوح، خلال كلمته في منتدى الجزيرة بنسخته الـ15، اليوم الأحد، إنهم قبل الانطلاق في هذه المهمة كان قد تم التنسيق مع جيش الاحتلال عبر الصليب الأحمر، لكن بالرغم من ذلك أكد أنهم عادة لا يطمأنون لجيش الاحتلال.

وحكى الدحدوح تفاصيل المشهد بدقة “كلما تقدمت سيارة الإسعاف كنا نقف للحظات لإزالة الركام قبل أن نكمل الطريق، حتى وصلنا إلى قلعة برقوق الأثرية ولم تستطع السيارة التقدم، وطلب منا السائق السير على الأقدام إلى مدرسة فرحانه التي كانت مهمتنا وقتها، وأخبرنا السائق أنه سيحاول الوصول لنا لاحقًا عبر طرق ملتوية”.

وأضاف “سرنا على الأقدام لمدة ساعتين حتى نصل للمدرسة، والمسيّرات كانت فوق رؤوسنا تراقبنا عن كثب، حتى انتهينا من المهمة وقررنا الذهاب لمكان وجود سيارة الإسعاف، وفي هذه اللحظة استهدفتنا المسيّرة، وكأنها انتظرت حتى ننهي عملنا وإمعانًا في التحدي قصفتنا بصاروخ مزق مسعفي رجال الدفاع المدني”.

وأوضح الدحدوح أنه بعد أن فقد وعيه للحظات وجد نفسه ينزف بشدة، حاول مسرعًا الابتعاد عن المكان ليتفادى صاروخًا آخر من المسيّرة، وتابع “لذلك قررت أن أمارس حقي بالتشبث ببصيص الأمل الوحيد الذي كان يتوفر في ذلك الوقت، هو أن أضغط على الجرح وأحاول الوصول لسيارة الإسعاف التي كانت تبعد 700 متر”.

وبتأثر بدا واضحًا على وجه الدحدوح خلال حديثه أكمل “لم أكن أصدق أنني سأنجو، حدثت نفسي بصوت عال: هي النهاية يا أبا حمزة، لكن قررت أن أغامر حتى لو لم أصل للإسعاف لكن كسبت شرف المحاولة. استغرق موافقة الاحتلال على الدخول لجلب جثة سامر 6 ساعات، وكانت المفاجأة أن سامر كان قد خلع الدرع الصحفي حتى يتخفف، وحاول الزحف رفقة الكاميرا الخاصة به، لكن كما يبدو أن المسيّرة قصفته بصاروخ آخر، وعندما تأكدوا من قتله وتدمير الكاميرا التي كانت بحوزته والمادة التي قام بالتقاطها وتصويرها في المدرسة، سمحوا للإسعاف بالدخول”.

وخلال الحرب الحالية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، استشهد الزميل المصور سامر أبو دقة إثر استهداف مماثل، وأصيب معه الزميل وائل الدحدوح الذي فقد خلال العدوان الجاري زوجته وابنه محمود وابنته شام وحفيده آدم ومن بعدهم حمزة أكبر أبنائه، كما فقد الزميل أنس الشريف والده بغارة للاحتلال.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان