“الثقب الأسود”.. تقرير داخلي إسرائيلي يكشف انتهاكات مروعة بحق معتقلي غزة
وفيات غامضة وحالات موت مفاجئة

كشفت تقرير داخلي للجيش الإسرائيلي، نشرته صحيفة (هآرتس)، الثلاثاء، أن اثنين من سكان مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، استشهدا في مارس/آذار الماضي، إثر تعرّضهما للضرب المبرح من جنود الاحتلال.
وذكر التقرير أن عملية الاعتداء بالضرب جرت والمعتقلان “في طريقهما إلى سجن إسرائيلي”، وذلك ضمن سلسلة انتهاكات مورست بحق فلسطينيين من قطاع غزة اعتُقلوا على مدار أشهر الحرب داخل السجون الإسرائيلية وأثناء عمليات نقل المعتقلين لها.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsسرايا القدس تعلن الاستيلاء على مسيّرتين للاحتلال أثناء تنفيذهما مهام استخباراتية في غزة (فيديو)
“أخذوا مني أعز اثنين بحياتي”.. شظية في الرحم تُفقد “أماني” جنينها وغارة تقتل زوجها (فيديو)
كتائب القسام تعلن تفاصيل كمين “كسر السيف” ضد قوات الاحتلال في غزة
“الثقب الأسود”
ووصفت الصحيفة حالات الموت المفاجئ للمعتقلين داخل السجون الإسرائيلية أو في الطريق إليها بأنها مثل “الثقب الأسود” حيث لم تتضح الأسباب الحقيقية لهذه الوفيات بعد.
وقالت الصحيفة “كان المعتقلان اللذان اعتقلهما جنود الجيش الإسرائيلي في مارس الماضي في منطقة خان يونس، واشتبهوا في كونهما مسلحين، لذا جرى تقييدهما وهما على قيد الحياة بحزام، ووضعهما على شاحنة”.
An Israeli Military Police investigation found that two detainees who were taken from Gaza to the Sde Teiman detention facility in Israel were beaten and later died, say two sources who spoke with Haaretzhttps://t.co/houk3G71rP
— Haaretz.com (@haaretzcom) May 28, 2024
واستدركت نقلًا عن التقرير “عُثر على المعتقلَين ميتَين لدى وصولهما إلى مركز الاعتقال المؤقت سدي تيمان الذي يديره الجيش قرب بئر السبع (جنوب)”.
ولفتت الصحيفة إلى أن ادعاءات الجنود في هذه الواقعة “تتعارض مع نتائج التحقيق”، إذ زعم الجنود أن المعتقلَين “ربما لقيا حتفهما نتيجة الرحلة الصعبة للغاية على أرض وعرة”.
لكن حسب ما أورده تحقيق الجيش “تعرّض المعتقلان للضرب على أجزاء متعددة من الجسم، كما أشارت الأدلة إلى تعرّض أحدهما لإصابة في الرأس”.

سجن سيئ السمعة
وفي سياق متصل، تحدثت هآرتس في تقريرها عن حادث آخر، وهو استشهاد 33 شخصًا من الذين اعتُقلوا من قطاع غزة، وجرى نقلهم إلى إسرائيل.
وقالت “فتحت الشرطة العسكرية تحقيقات في جميع الحوادث، ولكن لم يُعتقل أي جندي في أي من الحالات”.
وأوضحت الصحيفة أن هذه القضايا “تمثّل نصف التحقيقات التي فتحتها الشرطة العسكرية، فيما يتعلق بجرائم يُزعم أنها ارتُكبت (من قوات الاحتلال) خلال الحرب”.
ورغم الحوادث المتكررة في سجن سدي تيمان، فقد أشارت هآرتس إلى أن جيش الاحتلال يريد استمرار عمل المنشآة “مكان احتجاز مؤقت حيث يُحتجَز المشتبه فيهم حتى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيُنقلون إلى السجون العسكرية التي تديرها مصلحة السجون الإسرائيلية”.
ووصف مصدر للصحيفة السجن بأنه “حاضنة للأمراض”، مشيرًا إلى أن “اثنين على الأقل من السجناء ماتوا بسبب الأمراض والالتهابات التي تطورت هناك، فضلًا عن الاشتباه في نقص الرعاية الطبية”.

وفيات غامضة في سجن عوفر
وعلى هذا النحو، رصدت هآرتس حالة موت مفاجئ لمعتقل آخر من غزة، هو عز الدين البنا (40 عامًا) الذي استشهد في عيادة سجن عوفر (وسط الضفة الغربية) التابع لمصلحة السجون الإسرائيلية.
وقالت “عز الدين البنا مريض على كرسي متحرك، اعتُقل في غزة، وتوفي فجأة، حسب مصدر مطلع على تفاصيل قضيته (لم تسمّه)”. ونوّهت أن المصدر “أبدى استغرابه من وفاة رجل عاش 18 عامًا معاقًا بشكل مفاجئ، وتساءل عن سبب تدهور حالته”.
لكن في محاولة لتفسير سبب الوفاة، قال المصدر لهآرتس إنه يعتقد أن وفاة البنا “ناجمة عن نقص الرعاية الطبية”. وأردفت الصحيفة “وحسب محامٍ زار السجن (لم تسمّه)، قال السجناء هناك إن البنا المصاب بشلل نصفي كان يعاني تقرحات شديدة”.
ونقلت هآرتس عن أحد السجناء قوله للمحامي “البنا كان يبدو أصفر اللون، وبدا كأنه يحتضر لكنه لم يتلق أي رعاية”.