والدا “الشهيد الحي” الطفل توفيق أبو يوسف ينشدان علاجه خارج غزة (فيديو)

والدا "الشهيد الحي" الطفل توفيق أبو يوسف ينشدان علاجه خارج غزة

بعدما اعتبروه شهيدا وبدؤوا في حفر قبر لدفنه، رفقة باقي أفراد العائلة الذين استشهدوا إثر المجزرة الإسرائيلية التي وقعت، السبت الماضي، في مخيم النصيرات، عاد الطفل توفيق أبو يوسف (4 سنوات) إلى الحياة من جديد بعدما قام بتحريك ذراعه قبل دفنه.

وقتها صاح أحد أقاربه “عايش عايش” قبل أن يركض به إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وهو يصرخ قائلا إن الطفل ما زال على قيد الحياة، حتى يتمكن الأطباء من إنقاذه.

روى رائد أبو يوسف، والد الطفل توفيق لـ “الجزيرة مباشر” كيف أُصيب طفله في حضن أمه أثناء المجزرة حيث كان خارج المنزل وقت القصف، واتصل بزوجته طالبًا منها حماية الطفل وإبعاده عن مناطق الخطر.

ولفت إلى أن توفيق هو الطفل الوحيد الذي تبقى له بعد فقدانه 3 من أبنائه؛ إذ توفي أحدهم قبل عام ونصف العام بسبب السرطان، واستشهدت ابنتاه في شهر رمضان الماضي نتيجة قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أبو يوسف: “في نفس المجزرة (النصيرات)، استشهد عدد من أفراد العائلة. ذهبت مع إخوتي لحفر قبور لهم، وعندما وصلني نبأ استشهاد توفيق، حفرت له قبرًا”، لكن الصدمة والفرحة جاءت عندما تلقى اتصالًا هاتفيًا يبلغه أن طفله لا يزال على قيد الحياة.

بمشاعر مختلطة من الحزن والفرح، أكد أبو يوسف أن توفيق ليس مجرد طفل، بل هو كل شيء بالنسبة له، وهو صديقه وأخوه.

وأضاف: “كنت دائمًا أوصي أمه به، وفي ساعات المجزرة طلب مني ألا أعود للبيت خوفًا على حياتي”.

وأوضح رائد أن طفله توفيق خضع لعدة عمليات جراحية، ومازال في غرفة الرعاية المركزة، مناشدا الدول العربية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لنقله إلى خارج غزة لتلقي العلاج المناسب.

وأكد رائد أن غزة تعاني من نقص حاد في الرعاية الصحية وقلة المستشفيات المؤهلة لعلاج الحالات الحرجة مطالبا الجميع التحرك السريع لإنقاذ حياة توفيق وتوفير الرعاية الصحية اللازمة له.

بدروها، ذكرت سحر أبو يوسف، والدة توفيق، أن طفلها كان يلهو داخل المنزل قبل دقائق من المجزرة. وأضافت: “سمعنا فجأة أصوات الرصاص والقصف في كل مكان حولنا”.

وتابعت: “توفيق هو الطفل الوحيد المتبقي لنا، وكنت أخاف عليه كثيرًا. لحظة المجزرة، ذهبت لإحدى زوايا المنزل لإبعاده عن القصف، خاصةً وأنه كان يرتجف من الخوف”.

وأوضحت أن المنزل المجاور تم قصفه، واستطردت: “طفلي كان يصرخ بشدة، شعرت بشيء على يدي واعتقدت أنني أصبت، لكنني تفاجأت أن الإصابة كانت لطفلي توفيق”.

تابعت سحر: “حملته وركضت لإنقاذه وجزء من دماغه خارج رأسه”.

وأكدت سحر أن توفيق وصل إلى المستشفى بأنفاس بطيئة للغاية، وسط العديد من الشهداء والجرحى حيث ظن الجميع أنه فارق الحياة واحتسبوه شهيدا عند الله.

اختتمت سحر حديثها بمرارة: “الأطباء أخرجوا حجارة من رأسه، وغزة إمكانياتها الطبية محدودة، مناشدة الدول العربية والعالم أن ينقذوا حياته، فلم أعد أستطيع تحمل فقدان 4 أشخاص خلال عامين”.

والأحد، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لاكتشاف ذوي الطفل توفيق أنه ما زال حيًا بعدما ظن الجميع أنه استشهد في مجزرة الاحتلال بمخيم النصيرات، السبت الماضي.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان