كارثة تهدد سكان قرى إدلب بعد تحوُّل مهمّة “منجم قديم” (فيديو)
تلوث المياه السطحية والجوفية

تفشّت في الآونة الأخيرة أزمة بيئية وصحية في عدة قرى بمحافظة إدلب، حيث تحول منجم قديم لاستخراج حجارة وحصى البناء إلى مكب نفايات رئيسي؛ مما أدى إلى تلوث المياه السطحية والجوفية وانتشار الأمراض بين السكان المحليين.
يقول ياسر بكور أحد سكان قرية الهباط “نُنادي بِصرخة مدوية من قلب معاناة أهالي قريتنا، حيثُ حلّت بنا كارثة بيئية لم نكن نتوقعها، فقد اكتشفنا تلوثًا خطيرًا في مياه الآبار التي نعتمد عليها للشرب والري”.
رائحة كريهة
وأضاف “لاحظنا انخفاضًا ملحوظًا في منسوب المياه في الآبار، مع ظهور رائحة كريهة ونكهة غريبة على طعمها وأخذنا عينات من المياه لتحليلها في مختبر بإدلب، فكانت النتيجة أن المياه ملوثة بشكل خطير”.
وتتزايد حدة المشكلة كل أسبوع، حيث يتوقف بئر أو بئران عن العمل، ووصل عدد الآبار المتأثرة بالتلوث إلى 9 آبار؛ مما يُشكّل خطرًا كبيرًا على حياة أهالي القرية، حيث تُوفي طفلٌ بسبب شربه من هذه المياه الملوثة.

ويصاب العديد من أهالي القرية بأمراض مختلفة بسبب هذه الأزمة، مثل أمراض الجهاز الهضمي والجلد، ويصف أحد سكان القرية الوضع قائلًا “المياه أصبحت صفراء، ونحن نشرب منها دون علمنا بأنها ملوثة؛ مما أدى إلى إصابتنا بأمراض مختلفة”.
الزراعة تتأثر بتلوث المياه
وتهدد هذه المشكلة مصدر رزق أهالي القرية الذين يعتمدون على الزراعة في حياتهم، حيث أصبحت مياه الري غير صالحة للاستخدام، رغم أنهم تكبدوا مبالغ باهظة لحفر هذه الآبار التي تصل تكلفتها إلى 10 آلاف دولار وقد تزيد.

ويعاني نحو 2000 نسمة من أهالي القرية من شحّ المياه ونقصها، بعد أن تلوثت مياه الآبار التي كانت مصدرهم الرئيسي للشرب، حيث كان يعتمد على هذه الآبار نحو 10 آلاف نسمة؛ ممّا يعني أنّ التلوث قد أثر في 20% من سكان القرية بشكل مباشر.
وإضافة إلى مشكلة التلوث، هناك أكثر من مليون شخص معرض للحرمان الغذائي في إدلب بعد قرار برنامج الغذاء العالمي تقليل المساعدات التي تدخل شمال غربي سوريا في 2024، وهو ما يُكالب المآسي عليهم.