غازي حمد للجزيرة مباشر: الاحتلال هو من يفشل التوصل لاتفاق ومصممون على الانسحاب الكامل ووقف إطلاق النار

غازي حمد، عضو المكتب السياسي لحركة (حماس
صورة من لقاء سابق للجزيرة مباشر مع غازي حمد، عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) (الجزيرة مباشر)

أكد قيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” للجزيرة مباشر أن الاحتلال الإسرائيلي هو من يفشل التوصل لاتفاق بشأن قطاع غزة، مشددًا على أن الحركة تعاملت بإيجابية ومرونة منذ بداية المفاوضات.

وقال الدكتور غازي حمد، عضو لجنة التفاوض وعضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، في تصريحات خاصة للجزيرة مباشر إن الاحتلال الإسرائيلي “مصمم على استمرار الحرب، ويقول بشكل واضح وصريح أنه سيستمر في الحرب ولن يوقفها حتى تحقيق الأهداف الاستراتيجية لديه المتمثلة في القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى”.

وأكد حمد أنه منذ بداية المفاوضات في شهر ديسمبر/كانون الثاني الماضي، لم “يظهر الاحتلال جدية في التوصل الى اتفاق”، رغم أن حركة “حماس” أبدت “الكثير من الإيجابية والمرونة ومعالجة الكثير من العقبات”.

وأضاف أن “موقف الاحتلال المتعنت هو ما يفشل التوصل لاتفاق، إذ يرفض صيغة الوقف الدائم لإطلاق النار أو الانسحاب الشامل أو عودة (السكان) أو غير ذلك، لذلك يجب أن يقتنع الجميع بأن المشكلة الرئيسة تكمن عند الاحتلال”.

الانسحاب الكامل

وأكد حمد أن موقف “حماس” واضح وصريح بضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من أراضي قطاع غزة كافة حسب ما هو مقترح في الاتفاقات، ويشمل ذلك محور فيلادلفيا ومعبر رفح ومحور نتساريم ودوار الكويت.

وأوضح أن المرحلة الأولى تنص على انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال، وتتحدث المرحلة الثانية عن انسحاب كامل لجيش الاحتلال من الأراضي كافة.

وقال حمد إن “مناورات ومحاولات الاحتلال الضغط على حركة حماس ودفعها للتنازل فشلت فشلًا ذريعًا ووصلت إلى طريق مسدود”.

وأكد تصميم حركة “حماس” والمفاوض الفلسطيني على “انسحاب الاحتلال الكامل من معبر رفح، ومتمسكون بقوة بشرط انسحابه من محور فيلادلفيا، الذي هو أرض فلسطينية، فضلًا عن أن وجوده فيه يتعارض مع المعاهدة (السلام) المصرية الإسرائيلية”.

وأشار إلى أن “الكرة الآن في ملعب العدو الذي يحاول أن يشكل ضغطًا على حركة حماس باحتلال معبر رفح ومحور فيلادلفيا واجتياح رفح”.

الموقف الأمريكي

وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، قال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” إن الطرف الأمريكي “ليس وسيطًا نزيهًا”، مضيفًا أن الحركة تعتمد الوسطاء من قطر ومصر، وتتواصل معهم بشكل دائم.

وأشار إلى أن “الجميع يشعر بأن دولة الاحتلال تخلق الأزمات والمشاكل والاضطرابات في كل مكان، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع أن تلزمها أو تفرض عليها”، موضحًا أن واشنطن “تحاول أن تدفع الأطراف إلى التوصل إلى اتفاق وتراعي في ذلك مصالح الاحتلال”، محملًا إياها المسؤولية الكاملة عما جرى في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة.

وقال حمد إن الولايات المتحدة “شريك في العدوان وفي الإبادة الجماعية وشريك في المجازر وفي القتل الجماعي، وتمد الاحتلال بكل أنواع القوة والأسلحة والدعم والغطاء السياسي، وتشكل له نوعًا من الإمداد الدائم الذي لا يتوقف سواء كان في المعدات العسكرية أو الدعم المالي والاقتصادي”.

وأشار إلى أنه “قد لا يكون هناك نوع من التوافق حاليًا بين أمريكا وإسرائيل، وذلك بعد أن بدأت الأولى تشعر بأن مصالحها تتعرض للخطر، وأن المنطقة قد تذهب إلى حرب أوسع”.

وذكر حمد أن واشنطن تهدئة الأوضاع خاصة في ظل الانتخابات الرئاسية المقبلة، لذا “بات الأمر يتطلب توصل لوقف إطلاق النار”.

وأشار إلى أن “أمريكا وأطراف أخرى حاولوا أن يضغطوا باتجاه أن يكون هناك اتفاق، وأن يكون هناك تهدئة للأوضاع لأن واشنطن معنية بأن تتوقف الحرب في جنوب لبنان وأن تتوقف المشاكل والاضطرابات في البحر الأحمر”.

المقاومة

وفيما يتعلق بالمقاومة، أكد حمد أن “المقاومة متجذرة وتستطيع أن تعيد ترتيب نفسها وأن تنظم أوضاعها”، مشيرًا إلى أنها “بعد هذه الأشهر لا تزال تلحق الضربات والقتل بالاحتلال وجنوده ومدرعاته رغم كل محاولات اجتثاث المقاومة وإنهاء وجودها بهذه الترسانة الضخمة من الأسلحة”.

وأضاف أن “المقاومة فاجأت الاحتلال بإعادة تنظيم صفوفها بعد أن اعتقد أنه قضى عليها أو قضى على قادتها أو أنه دمر كثيرًا من الأنفاق أو المعدات العسكرية لها”.

وقال إن “قناعة دولة الاحتلال أوهمته بأنه يستطيع القضاء على المقاومة، وهذا نوع من الوهم ومن التضليل والخداع والكذب”، مؤكدًا أن “ما يجري هو أسطورة وملحمة كبيرة جدًا للمقاومة الفلسطينية التي أثبت لكل العالم أنها تستطيع هزيمة دولة الاحتلال”.

صمود أسطوري

وأشاد الدكتور غازي حمد عضو لجنة التفاوض وعضو المكتب السياسي لحركة “حماس” بصمود “أهل غزة الأسطوري وثباتهم على الأرض وحفاظهم على الوطن والهوية والتمسك بالحقوق المشروعة ودعم المقاومة واحتضانها”، قائلًا إنه “شكل نقطة ارتكاز قوية لصمود المقاومة في الميدان وهذا الانتصار على الاحتلال”.

وأكد أن الشعب الفلسطيني “سطر ملحمة كبيرة جدًا في إثبات وجوده على الأرض، وأنه شعب عصيٌ على الانكسار والتطويع والهزيمة” رغم كل أشكال الدمار والموت والخراب والتهجير والتجويع.

وقال حمد إن الاحتلال “لن يستطيع أن يغير من موقف شعبنا الفلسطيني ولا من صموده ولا من ثباته ولا من تمسكه بالمقاومة”.

وأضاف أن “صمود أهل غزة والشعب الفلسطيني هو الحل وهو المفتاح وصمام الأمان للقضية الفلسطينية”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان