“نجري وراء بقايا الأكل”.. أزمة الغذاء تثقل هموم سكان مخيم جباليا شمالي غزة (فيديو)

أجمع عدد من المواطنين الفلسطينيين من مخيم جباليا أنهم يواجهون معاناة حقيقية في الحصول على الطعام الذي يسد حاجاتهم، وأرجعوا السبب إلى شح الموارد الغذائية جراء الحرب الإسرائيلية والحصار المفروض على القطاع، ما أدى إلى خروج الأسعار عن السيطرة.

ويتجوّل سكان المخيم في الأجواء الحارة بين الأسواق المحاطة بالركام لمحاولة اقتناء القليل من الغذاء، لكنهم يصطدمون بحاجز الأسعار المبالغ فيها على أدنى المواد والأشياء.

وقال عيد أبو خاطر أحد سكان المنطقة “فوق الدمار والهجوم والاحتلال والوضع الصعب، أيضًا الأسعار مرتفعة”، وأضاف “ابني يبكي بسبب عدم وجود الخبز وازدحام المخابز، لا يوجد لدينا غاز للعجن والطبخ”.

حتى الملح والسكر

وذكر أبو خاطر مثالًا عن الارتفاع الجنوني للأسعار بقوله “اليوم الملح الذي كان بـ2 شيكل أصبح اليوم بـ400 شيكل، السكر تحول من 10 إلى 200 شيكل”.

وأبدى أبو عصام خاطر استغرابه من العالم الذي يراقب مجاعتهم ومعاناة أطفالهم بصمت قائلًا “العالم ينتظر منا نموت”.

وأضاف خاطر “أنا جسمي قادر على التحمل لكن الأطفال الصغار لا يمكنهم الصبر ومقاومة الجوع”، مشددًا على أن “البيضة اليوم سعرها 8 شيكل وعلى الرغم من ذلك لا توجد بكثرة”.

وأردف “الطحين لا يؤكل، بماذا ستغمسه؟ لا يوجد أي شيء يؤكل”، وأشار خاطر إلى تأثير الحرارة في الطعام بالأسواق “علب البازلاء فسدت من الشمس”.

القليل من الماء والبرغل

وطالب بسام الحاو الشعوب العربية بمساعدة الشعب الفلسطيني المنكوب الذي يعاني من نقص في التغذية، وقال نحن “غير قادرين على إيجاد لقمة لنأكلها إلا القليل من الماء والبرغل.. أطفالنا الصغار كل يوم يموتون ولا يجدوا أي سبيل للعيش”.

وقالت الطفلة رائدة العطار إنها تعتمد وعائلتها بشكل كبير على إيجاد الطعام عبر المبادرات الخيرية التي تقام، وأضافت “منذ الصباح ونحن على التكيّة واقفين ولا نعرف ماذا نأكل؟ لا نصنع الطعام ولا أي شيء ونبقى على البرغل”.

ووصفت أم شادي النجار مشاهد الناس وهم يحاولون الحصول على الطعام، قائلة “المرأة حاملة الصحن والأخرى تحمل إناء يجرين وراء بقايا الأكل، إلى متى سنبقى على هذا الوضع؟”.

وحسب آخر تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي في شهر مارس/آذار الماضي، فإن نصف سكان قطاع غزة يعانون من جوع كارثي، وهو أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي.