الأونروا: الضفة الغربية تواجه حربا صامتة

جندي إسرائيلي يختبئ خلف مركبة عسكرية خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين بالضفة الغربية (رويترز)

أعربت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن قلقها البالغ إزاء التوترات في الضفة الغربية المحتلة، قائلة إن الضفة تواجه حربا صامتة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، اليوم الثلاثاء، بمقر الأمم المتحدة في جنيف.

وقال لازاريني “نحن قلقون للغاية بشأن الأوضاع في الضفة الغربية التي تواجه حربا صامتة”.

وأوضح مفوض الوكالة أن كثافة العمليات العسكرية الإسرائيلية في مخيمات اللجوء بالضفة الغربية أصبحت لافتة.

وأشار إلى أن هناك عدم اهتمام بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي منذ 10 سنوات.

وبالتزامن مع حربه على غزة، صعَّد جيش الاحتلال ومستوطنون اعتداءاتهم في الضفة بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن 553 شهيدا فلسطينيا بينهم 133 طفلا، ونحو 5 آلاف و300 جريح، وفق وزارة الصحة.

بينما أسفرت حرب إسرائيل بدعم أمريكي على غزة عن نحو 124 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال

تمويل الأونروا سينفد

في السياق، حذّر لازاريني من أن تمويل الأونروا سينفد بعد نهاية أغسطس/آب المقبل، قائلا “لدينا أموال تكفي حتى نهاية أغسطس”.

وأضاف “النظام المدني في قطاع غزة ينهار، كما أن العديد من الشاحنات التي تنقل إمدادات الإغاثة تُنهَب كما يُهدَّد السائقون. ولم تعد الشركات ترغب في توفير الشاحنات لإرسال المساعدات”.

ولتسليط الضوء على الوضع الكارثي على الأرض، أشار لازاريني إلى أن 10 أطفال وشبان يفقدون ساقا أو اثنتين يوميا جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع. وأضاف أن هذه الأعداد لا تتضمن الأيدي أو الأذرع.

ووصف لازاريني الوضع على الأرض بأنه “جحيم”، في خطاب إلى المجلس المشرف على منظمة الإغاثة، أمس الاثنين.

وقال “شهدنا خلال الأشهر الـ9 الماضية إخفاقات غير مسبوقة للإنسانية”، وفقا لنص الخطاب.

وأضاف أن أكثر من مليوني مواطن في غزة يعيشون “كابوسا لا يمكنهم الاستيقاظ منه”.

وأوضح أن “المستويات الكارثية” من الجوع هناك هي نتيجة للسلوك البشري، وأن “الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف، بينما تنتظر الأغذية والمياه النظيفة في الشاحنات”.

ودعا لازاريني في خطابه إلى حماية “الدور الحيوي” للأونروا، مشيرا إلى أنها لا بد أن تواصل عملها حتى يلوح حل سياسي في الأفق.

وتنسق هذه الوكالة الأممية جميع المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة تقريبا، لكنها تواجه أزمة نقدية منذ يناير/كانون الثاني الماضي، عندما علّق العديد من الدول تمويلها بعد اتهام إسرائيل عشرات من موظفيها في غزة بالتورط في الهجوم الذي شنته حركة حماس على المستوطنات والقواعد العسكرية المحاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان