تقرير: عدد شهداء التعذيب بسجون إسرائيل منذ 7 أكتوبر “الأعلى” في تاريخ الأسرى
في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب.. حماس تدعو إلى محاسبة قادة الاحتلال

كشف نادي الأسير الفلسطيني في تقرير، اليوم الأربعاء، أن عدد الشهداء من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين “منذ بدء حرب الإبادة” نتيجة عمليات التعذيب، هو الأعلى في تاريخ الحركة الأسيرة.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في تقرير نُشر اليوم بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، إن عدد الشهداء في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي الذين استشهدوا نتيجة التعذيب هو الأعلى.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالمستشار الألماني: خطة ترامب بشأن غزة تتعارض مع القانون الدولي
وزير إسرائيلي: يمكن إقامة دولة فلسطينية في أي دولة عربية تمتلك مساحة شاسعة
جيش الاحتلال الإسرائيلي ينسحب من محور نتساريم
وجاء ذلك استنادًا إلى عمليات التوثيق المعتمدة لدى المؤسسات المختصة منذ عام 1967، مع تأكيد أن منظومة الاحتلال الإسرائيلي انتهجت جريمة التعذيب بحق الأسرى والمعتقلين منذ احتلالها أرض فلسطين.
عمليات التعذيب تصاعدت بشكل غير مسبوق
وبلغ عدد الشهداء منذ بدء الحرب على غزة الذين أعلنت عنهم المؤسسات المختصة 18 شهيدًا على الأقل، إلى جانب العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا في سجون ومعسكرات الاحتلال، ولم يُفصح عن هوياتهم.
وأضافت الهيئة والنادي بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب الذي يوافق السادس والعشرين من يونيو/حزيران من كل عام “إن جريمة التعذيب كسياسة شكّلت أساسًا للبنية الاستعمارية الإسرائيلية، وقد مارس الاحتلال هذه الجريمة نهجًا”.

وقالت إن الاحتلال عمل على تطوير العديد من الأدوات والأساليب لترسيخها، تعدّت التعريف عبر هذه الأساليب الذي اعتمدته المنظومة الحقوقية الدولية لجريمة التعذيب.
وأكدت أن عمليات التعذيب تصاعدت بشكل غير مسبوق في مستواها وكثافتها، عكستها عشرات الشهادات التي تابعتها المؤسسات المختصة، إلى جانب صور المعتقلين الذين يُفرَج عنهم والتي شكّلت شاهدًا إضافيًّا.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن عمليات الاعتقال طالت أكثر من 9 آلاف و400 فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب الآلاف من المواطنين من غزة، والمئات من فلسطينيي الأرض المحتلة عام 1948.
حماس تدعو إلى المحاسبة
من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان إلى محاسبة قادة الاحتلال على جرائم تعذيب الأسرى والمحتجزين الفلسطينيين، ومنع إفلاتهم من العقاب، والضغط للإفراج الفوري عن كل الأسرى من سجون الاحتلال.
وقالت “يأتي اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، الذي تحتفي به الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، في الوقت الذي تتصاعد فيه جرائم التعذيب الممنهجة، التي يمارسها الاحتلال الصهيوني الفاشي ضد الأسرى والمعتقلين خصوصًا أبناء قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر”.
وأشارت إلى أن الأسرى والمعتقلين والمحتجزين لدى جيش الاحتلال، يتعرضون لأبشع صنوف الانتقام من تجويع وإذلال وتنكيل وتعذيب وإعدامات ميدانية، وإهمال طبي متعمَّد.

شهداء تحت التعذيب
وفي هذا الصدد، أشارت حماس إلى أن عدد الشهداء تحت التعذيب في سجون الاحتلال وصل إلى نحو 60 أسيرًا ومعتقلًا، من بينهم نحو 40 مختطفًا من قطاع غزة.
وقالت إن جرائم التعذيب الوحشي تُعَد سياسة ثابتة ينتهجها الاحتلال ضد أبناء الشعب والأسرى والمعتقلين والمحتجزين لديه، في انتهاك صارخ واستهتار واضح بكل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية والشرائع السماوية.
وأكدت أن ذلك يستدعي تحركًا جادًّا وحقيقيًّا لمؤسسات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لفضح هذه الجرائم، والعمل بكل الوسائل لمحاكمة مرتكبيها ومنع إفلاتهم من العقاب، والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته ضد الأسرى والمعتقلين والإفراج الفوري عنهم.
ودعت حماس الأمم المتحدة والدول والحكومات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية في العالم إلى القيام بواجبها بالضغط على الاحتلال للسماح بزيارة الأهالي للأسرى والمعتقلين والمحتجزين، ودخول المنظمات الحقوقية والإنسانية للوقوف على أوضاعهم الإنسانية.
كما دعت إلى ضرورة “تحرك كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية لرفع دعاوى في المحاكم الدولية ضد مجرمي التعذيب، وغيرها من الانتهاكات التي تُرتكب ضد شعبنا الفلسطيني، ومنع إفلاتهم من العقاب”.
“عدم السماح بالإفلات من العقاب”
وقالت الأمم المتحدة “يجب ألا يُسمح لمرتكبي التعذيب أبدًا بالإفلات من جرائمهم، ويجب تفكيك الأنظمة التي تمكّن التعذيب أو تغييرها”.
وقال الأمين العام أنطونيو غوتيريش “التعذيب هو جريمة ضد الإنسانية، وجريمة بموجب القانون الدولي، وهو محظور تمامًا وفق جميع الصكوك ذات الصلة، ولا يمكن تبريره في ظل أي ظروف”.

وأضاف “هذه القاعدة هي جزء من القانون الدولي المتفق عليه على نطاق واسع، وهذا يعني أن كل دولة يجب أن تتبعها، حتى لو لم توافق على معاهدات محددة تحظر التعذيب. وتشكل ممارسة التعذيب على نحو منتظم وبشكل واسع النطاق جريمة ضد الإنسانية”.
وأعلنت الجمعية العامة، في قرارها المؤرخ في 12 من ديسمبر/كانون الأول عام 1997، السادس والعشرين من يونيو يومًا عالميًّا للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب، بهدف “القضاء التام على التعذيب، وتحقيقًا لفعالية أداء اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية”.