هاجمها كلب شرس أرسله “الجبناء”.. مسنة غزّية تروي تفاصيل ليلة الرعب في جباليا (فيديو)

في زقاق ضيق بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، تعيش المسنة الفلسطينية دولت الطناني، التي لا تزال تتذكر بوضوح أهوال تلك الليلة المشؤومة في مايو/أيار الماضي حين هاجمها بوحشية أحد كلاب الجيش الإسرائيلي أثناء العملية العسكرية في المخيم.

برغم تهديدات الجيش الإسرائيلي الذي شن عملية عسكرية استمرت 20 يومًا بين 12 و31 من مايو/أيار، رفضت الحاجة دولت (70 عامًا) النزوح من مخيم جباليا، مؤكدة عزمها على البقاء في بيتها مهما كانت الظروف، بعد أن هجرت قسرًا عام 1948.

لإجبارها على الخروج

في ليلة 14 من مايو/أيار، ذهبت دولت إلى فراشها كالمعتاد بعد أداء صلاة العشاء، ولم تتوقع أن تقتحم القوات الإسرائيلية بيتها وتطلق عليها كلبًا شرسًا لإجبارها على الخروج. هاجم الكلب الإسرائيلي المسنّة بوحشية، غارسًا أنيابه في ذراعها حتى وصلت إلى عظامها، وتركها تنزف على الأرض حتى الصباح.

تحت القصف المستمر داخل المخيم، لم تستطع دولت الخروج إلى المستشفى إلا عند فجر اليوم التالي.

تفاصيل الليلة المرعبة

تسرد دولت تفاصيل تلك الليلة المرعبة، وتقول بينما تعاني من جروح بليغة “صليت العشاء وتوجهت للنوم، وما إن غفوت حتى اقتحم الكلب المنزل وهاجم يدي. الجبناء أرسلوا الكلب لينهش يدي ويسبب لي أذى كبيرًا”.

وتضيف “واصل الكلب سحب ذراعي وأكل اللحم منها، حتى ناداه أحد الجنود ليخرج”.

وبقيت دولت تنزف لساعات طويلة حتى الصباح، عندما تمكنت من الخروج تحت القصف الإسرائيلي إلى أقرب مكان لمساعدتها في الوصول إلى المستشفى.

وفي تلك الظروف القاسية، سارت لمسافة طويلة حتى وجدت أحد الشبان قرب مستشفى اليمن السعيد في جباليا، الذي ساعدها في الوصول إلى المستشفى.

تتمنى الحاجة دولت “أن تنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة، وأن يُسمح بدخول المساعدات الإنسانية وتعود الحياة لطبيعتها”.

استخدام الكلاب لمهاجمة المدنيين

انتشر مقطع فيديو يوثق هجوم الكلب الإسرائيلي على دولت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأبرز المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان “استخدام الجيش الإسرائيلي للكلاب البوليسية لمهاجمة المدنيين الفلسطينيين بشكل ممنهج خلال عملياته الحربية في غزة”.

وأوضح المرصد أن “استخدام الكلاب يأخذ عدة أشكال، منها وضع كاميرات على ظهرها لاستكشاف المنازل قبل مداهمتها، وغالبًا ما يتم استخدام الكلاب لمهاجمة المدنيين خلال عمليات الاقتحام”.

وأشار المرصد إلى أن حادثة الاعتداء على المسنة دولت الطناني ليست حالة منفردة، لكنها أبرزت كونها وثقت بمقطع فيديو ونشرت.