معاريف: الضجة الإعلامية والقصص الضبابية للساسة الإسرائيليين يجب أن تتوقف
أشار الصحفي العسكري والضابط في الاحتياط آفي أشكنازي في مقال نشر بصحيفة معاريف إلى أن الحرب على غزة أثارت ضجة إعلامية وقصصا ضبابية لا نهاية لها من قبل المستوى السياسي والقيادة العسكرية.
ويرى آفي أن هذه الضجة الإعلامية من قِبل المسؤولين بدأت حتى قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول بكثير، فقد باعوا للجمهور ادعاء بأن حركة حماس تم ردعها، وأن الجدار الحدودي الذي شيدته إسرائيل على طول قطاع غزة لا يمكن اختراقه.
وأضاف: “قالوا لنا إن الجيش مستعد لحرب متعددة الساحات، لكنه واقعيًّا وعلى مدار 8 أشهر، لم ينجح بعد في هزيمة العدو الذي كان يُعرّف على أنه ذو مستوى خطر ضئيل وتافه، كما قالوا لنا إننا على بعد خطوة من النصر، مر شهران منذ ذلك الحين، عاد الجيش مجددًا للقتال في جباليا والشفاء وخان يونس والزيتون، ودخلت 6 ألوية إلى رفح”.
واستكمل “ووعدنا بأن يتم سحق آخر كتائب حماس، ها هو الجيش يحرث رفح من فوق الأرض ومن تحتها، لكننا لا نرى أي نهاية أين هي الخطوة الباقية للنصر؟”.
نتائج عكسية
وأوضح آفي أنه هو وكثيرون في إسرائيل أرادوا تصديق قول الحكومة إن القوة والضغط العسكري فقط هما اللذان سيعيدان الأسرى، لكنهم أصبحوا يرون أن هذا أبعد ما يكون عن الصواب وأن الضغط العسكري يؤدي إلى نتائج عكسية.
واستشهد على ذلك بحادثة مقتل الأسرى الإسرائيليين الثلاثة يوتام حاييم وألون شامريز وسامر الطلالقة خطأً بنيران الجيش الإسرائيلي بعد أن تمكنوا من الوصول إلى منطقة وجود الجيش بالشجاعية، وحادثة مقتل يوسي شرعابي وتايس فريسكي بقصف إسرائيلي آخر كما صرحت به حركة حماس.
هزلية وألاعيب الساسة
وعلّق آفي على خبر مقتل الأسرى الأربعة حاييم بيري، ويورام ميتسغر، وعميرام كوبر، ونداف بوبلويل، الذي نشرته الصحف الإسرائيلية أمس الاثنين قائلا: “شاهدنا فيديوهاتهم في الأسر، وسمعنا شهادات الأسرى المحررين ممن كانوا معهم في الأنفاق تجهزنا جميعًا لعودتهم ضمن دفعة الإفراج الإنساني، لكن السياسيين أقسموا لنا ضمن روايتهم المقدسة والهزلية على أننا فقط سندخل إلى خان يونس للمناورة، سنأتي بضغط عسكري، ثم نجلب الأسرى مع السنوار ومع تفكيك حماس”.
وتابع: “أدخلنا مقاتلي الكتيبة 98، احتلوا خان يونس، ولم يجدوا السنوار أو أي أحد من الأسرى، والآن اتضح أن هذه المناورة أدت إلى مقتل 4 أسرى إسرائيليين، الآن يتحدثون عن صفقة محتملة، وآلة الضجة والتضليل الإعلامي والقصص الضبابية من قبل المسؤولين تعمل لساعات إضافية”.
وتساءل آفي في نهاية مقاله: “كم عدد الأسرى المطالَبين بدفع حياتهم ثمنًا لهزلية وألاعيب الساسة؟ كفى، لقد حان الوقت للتخلي عن هذه الضجة الإعلامية الهزلية، واتخاذ قرارات مؤلمة وصعبة وغير معتادة، لكنها ستنقذ ليس فقط حياة الأسرى وعائلاتهم بل حياتنا جميعًا كأمة”.