“جزر معزولة وفقاعات”.. وول ستريت جورنال تكشف عن خطط إسرائيلية لتقطيع أوصال غزة
خطط ما بعد الحرب.. أين سيعيش أهالي القطاع؟

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريرا السبت أوضحت فيه ملامح خطة إسرائيلية للسيطرة على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وطبقا للخطة، التي تحظى بقبول واسع في حكومة وجيش الاحتلال، سوف يتم إنشاء “جزر أو فقاعات جغرافية” حيث يمكن للفلسطينيين غير المرتبطين بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) العيش في “ملاجئ مؤقتة”، بينما يقوم الجيش الإسرائيلي بمواجهة مقاتلي حماس، بحسب التقرير.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحقق معه جنود أمريكيون.. مُسعف غزي يروي مأساة اعتقاله في “سدي تيمان” الإسرائيلي (فيديو)
القسام تدك قوات الاحتلال في حي الشجاعية بقذائف الهاون (فيديو)
أسير سابق من غزة للجزيرة مباشر: هكذا استخدمني الاحتلال درعا بشريا في مدينة حمد (فيديو)
وأضاف التقرير أن أعضاء آخرين في حزب الليكود، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يدعمون “خطة أخرى تركز على الأمن وتسعى إلى تقسيم غزة بممرين يمتدان على عرضها ومحيط محصن يسمح للجيش الإسرائيلي بشنّ هجمات عندما يرى ذلك ضروريا”.
إقامة مناطق معزولة
ونقل التقرير عن أشخاص مطلعين على هذه الخطط، أنها “تهدف إلى العمل مع الفلسطينيين المحليين الذين لا ينتمون إلى حماس لإقامة مناطق معزولة في شمال غزة. وسيقوم الفلسطينيون في المناطق التي تعتقد إسرائيل أن حماس لم تعد تسيطر عليها، بتوزيع المساعدات والقيام بواجبات مدنية”. وفي نهاية المطاف، سيتولى تحالف من الولايات المتحدة والدول العربية إدارة العملية.
وأشار التقرير إلى أن هذه الأفكار “تأتي من مجموعات غير رسمية من ضباط الجيش والمخابرات المتقاعدين، ومراكز الأبحاث والأكاديميين والسياسيين، بالإضافة إلى المناقشات الداخلية داخل الجيش”، حيث تجنّب نتنياهو، وغيره من المسؤولين في حكومته، تقديم تصوّر واضح عن وضع قطاع غزة بعد الحرب.

قسوة واقع الفلسطينيين
وأوضح التقرير أن الخطط الإسرائيلية تكشف قسوة الواقع الذي سيعيش فيه الفلسطينيون بعد أن تنتهي الحرب، حيث سيبقون “محصورين إلى أجل غير مسمى في مناطق أصغر في قطاع غزة بينما يستمر القتال خارجها”، وقد يضطر الجيش الإسرائيلي إلى مواصلة القتال في القطاع سنوات حتى يتم تهميش حماس.
ويوضح التقرير أن حاجة إسرائيل إلى خطة “ما بعد الحرب” في غزة صارت أكثر إلحاحًا، وذلك لأنه من المنتظر أن ينتقل جيش الاحتلال إلى مرحلة ثانية في قطاع غزة، يمكن معها تقليل عدد القوات العاملة هناك، علاوة على الحاجة إلى مواجهة التهديد الذي يمثّله حزب الله في الشمال.
وكان نتنياهو قد قال الأسبوع الماضي، إن الحكومة ستبدأ قريبًا خطة مرحلية لإنشاء إدارة مدنية يديرها فلسطينيون محليون في مناطق الشمال، وإنه يأمل مساعدة أمنية من الدول العربية، لكنه لم يقدم أي هيكل واضح أو خطة زمنية لهذه الخطة.
لكن التقرير نقل عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين أن نتنياهو كان يشير على الأرجح إلى خطة “الجزر أو الفقاعات” التي نوقشت بين صناع القرار في الحكومة.
“جزر جغرافية مسيّجة”
ويقترح إسرائيل زيف، وهو جنرال إسرائيلي سابق أشرف على خروج إسرائيل من غزة عام 2005، أن يتمكن الفلسطينيون المستعدون للتنديد بحماس من التسجيل للعيش في “جزر جغرافية مسيّجة” تقع بجوار أحيائهم السكنية وتحرسها القوات العسكرية الإسرائيلية. وهذا من شأنه أن يمنحهم الحق في إعادة بناء منازلهم.
وطبقًا لمقترحات زيف يمكن إعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة كحل سياسي، وستستغرق العملية برمتها نحو خمس سنوات يقاتل خلالها جيش الاحتلال مسلحي حماس.
يذكر أن حماس هذا الأسبوع تعهدت بمقاومة خطط إسرائيل و”قطع أي يد للاحتلال تحاول العبث بمصير ومستقبل شعبنا”.
ونقل التقرير عن معهد ميسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، وهو مركز أبحاث يميني يرأسه رئيس الأمن القومي السابق مائير بن شبات، أن “الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى ضمان أن نحو 75% من مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي في غزة لم يعودوا قادرين على القتال قبل أن تتمكن قوة أمنية أخرى من الاستيلاء على القطاع”.
وتقول منظمة ميسغاف إن تفكيرها ساعد على صياغة خطة طرحها أعضاء حزب الليكود بزعامة نتنياهو في وقت سابق من هذا العام، تضمنت “إنشاء محيط أمني حول غزة وممرين إسرائيليين يقطعان عرضها”.
وتستند وثيقة أخرى، صاغها أكاديميون إسرائيليون، وصلت إلى مكتب رئيس الوزراء، إلى سوابق تاريخية في إعادة بناء مناطق الحرب في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، ومؤخرا في العراق وأفغانستان.
وتنظر الوثيقة في كيفية التعامل مع عقيدة حماس الإسلامية، وتعترف الوثيقة المكونة من 28 صفحة، التي اطلعت عليها الصحيفة الأمريكية، بأن عملية إزالة تلك العقيدة في التعليم وتحديد القيادة الجديدة “ستكون طويلة ومعقدة”، وخاصة في ضوء الوضع الإنساني في غزة.
وتفترض كافة الخطط المطروحة أن إسرائيل سوف تتمكن من القضاء على حماس سياسيا وعسكريا، وهي نقطة ضعف واضحة، كما يرى كل من ينتقدون هذه الخطط في الجانب الإسرائيلي.