أول رد من الأسد على دعوة أردوغان “المحتملة” له لزيارة تركيا (فيديو)
قال رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم الاثنين، إنه مستعد للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إذا كان ذلك يحقق مصلحة بلاده، لكنه رأى أن المشكلة ليست في اللقاء بحد ذاته إنما في “مضمونه”.
وأتت تصريحات الأسد بعد إشارة أردوغان، في 7 من يوليو/تموز الجاري، إلى أنه قد يدعو الأسد إلى تركيا “في أي وقت”، ثم إعلانه السبت الماضي عن نهاية وشيكة لعملية عسكرية تنفذها قواته في شمالي سوريا والعراق المجاور منذ نحو عامين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاعتداءات وحرق ممتلكات لسوريين في ولاية تركية بعد تداول مقطع فيديو لواقعة تحرش
قتلى ومصابون شمالي سوريا إثر احتجاجات على أعمال عنف طالت سوريين في تركيا (فيديو)
أردوغان: قد ندعو بشار الأسد إلى زيارة تركيا “في أي لحظة”
الأسد: المشكلة ليست في لقاء أردوغان بل في “مضمونه”
وقال الأسد للصحفيين على هامش اقتراعه في الانتخابات التشريعية في مركز انتخابي بالعاصمة دمشق “إذا كان اللقاء (مع أردوغان) يؤدي لنتائج أو إذا كان العناق أو العتاب يحقق مصلحة البلد، فسأقوم به. لكن المشكلة لا تكمن هنا وإنما في مضمون اللقاء”.
وسأل الأسد “ما هي مرجعية اللقاء؟ هل ستكون إلغاء أو إنهاء أسباب المشكلة التي تتمثل بدعم الإرهاب، وانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية؟”، مضيفا “هذا هو جوهر المشكلة”.
وتابع “إذا لم يكن هناك نقاش حول هذا الجوهر فماذا يعني لقاء أردوغان؟”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “المهم أن نصل إلى نتائج إيجابية تحقق مصلحة البلدين”.
وأضاف “نحن كما قلنا في أكثر من مناسبة وتصريح، إيجابيون تجاه أي مبادرة لتحسين العلاقة وهذا هو الشيء الطبيعي، لا أحد يفكر بأن يخلق مشاكل مع جيرانه ولكن هذا لا يعني أن نذهب من دون قواعد”.
وردا على أسئلة الصحفيين، شدد الأسد على أن “اللقاء ضروري بغض النظر عن المستوى”، لافتا إلى “لقاء يُرتب على المستوى الأمني من قِبل بعض الوسطاء”.
وتشترط دمشق منذ عام 2022 أن تسحب تركيا قواتها، التي تسيطر على شريط حدودي واسع في شمال البلاد وتحظى بنفوذ في شمال غربها، كمقدمة للقاء الأسد وأردوغان وعودة العلاقات تدريجيا إلى طبيعتها.
اندلاع الثورة السورية على الأسد
وقبل اندلاع الثورة الشعبية على النظام السوري عام 2011، كانت تركيا حليفا اقتصاديا وسياسيا أساسيا لدمشق.
وجمعت أردوغان علاقة صداقة بالأسد، لكن العلاقة بينهما انقلبت رأسا على عقب مع بدء الثورة ضد النظام.
ففي البداية، دعت أنقرة حليفتها (دمشق) آنذاك إلى إجراء إصلاحات سياسية، لكن مع قمع المظاهرات بالقوة وتحولها تدريجيا إلى نزاع دامٍ، دعا أردوغان الأسد إلى التنحي.
وفي مارس/آذار 2012، أغلقت تركيا سفارتها في دمشق، وقدّمت دعما للمعارضة السياسية. وتحولت إسطنبول إلى مقر للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز مكونات المعارضة السياسية.
وبعد قطيعة استمرت 11 عاما، برزت في صيف عام 2022 مؤشرات تقارب بين الطرفين، مع دعوة وزير الخارجية التركي حينها مولود تشاوش أوغلو إلى مصالحة بين النظام والمعارضة. ولم يستبعد أردوغان مرارا احتمال لقائه الأسد.
ورغم تنفيذ تركيا منذ 2016 ثلاث عمليات ضد المقاتلين الأكراد، مكّنتها من السيطرة على أراض سورية حدودية واسعة، فإنها لم تدخل في مواجهة مباشرة مع دمشق إلا في عام 2020، بعد مقتل عدد من جنودها بنيران قوات النظام في شمال غربي البلاد.
وهدأت الأمور بعد وساطة من روسيا التي تعمل على تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وتثير المؤشرات على احتمال حدوث تقارب بين دمشق وأنقرة مخاوف القاطنين في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة والمعارضة في إدلب ومحيطها في شمال غربي البلاد، وكذلك الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد في شمال شرقي البلاد.