أجبرتهم الحرب على تغيير وظائفهم.. سكان غزة يلجؤون إلى مهن تعارض طموحهم من أجل قوت يومهم (فيديو)

في ظل استمرار الحرب والتدمير، يجد سكان غزة أنفسهم مضطرين إلى إعادة بناء حياتهم ومصادر رزقهم من جديد، فقد أدت الحرب الإسرائيلية المحتدمة على قطاع غزة إلى تدمير البنية التحتية ومصادر الدخل.

وأجبر هذا العديد من الأشخاص على تغيير مسار حياتهم المهنية بشكل جذري من أجل كسب قوت يومهم.

وفي حديث للجزيرة مباشر، روى مجموعة من سكان ونازحي غزة تجاربهم المهنية قبل وبعد الحرب التي قلبت حياتهم رأسًا على عقب.

من هؤلاء الأشخاص الذين غيّرت الحرب حياتهم عادل القدرة، النازح الذي كان يملك محلًّا لتجهيزات الأعراس، وبعد أن دمّرت الحرب محلّه تمامًا، توجه إلى بيع وجبة الكبدة أمام أنقاض المحلّ. ويوضح عادل مشروعه الجديد قائلا: “فتحت مطعمي بالديون، وإن شاء الله ربنا يكرمني وأسددها. الحرب دمرت كل مخططاتنا”.

وأضاف عادل عن غلاء الأسعار: “كيلو الكبدة بالجملة 17 شيكل والبصل 5 شيكل، حتى أسعار الحطب مكلفة أكثر من الغاز”.

تشبث بالحياة

أما هبة وليد، التي كانت تعمل طاهية في مطاعم القطاع السياحي في غزة، التي دمّرتها الحرب تمامًا؛ فقد اضطرت إلى تحويل محلّ أخيها إلى مطعم صغير يقدم وجبات غربية ضمن إمكانياتها المحدودة.

وتعدد هبة المعوقات التي تواجهها في مطعمها البسيط، قائلة: “أولها الغاز الشحيح، لذلك نستخدم الحطب الضار صحيًّا لي وللآخرين”، لافتة إلى أنها تشبثت بالحياة رغم تعرضها لإصابة خلال الحرب التي وصفتها بأنها “همجية”.

ولم يختلف وضع الطالب مصطفى أبو حجاج كثيرا عن هبة وعادل حيث أجبرته ظروف الحرب على بيع البهارات في “بسطة” أمام أحد المحلات، وقال للجزيرة مباشر: “في ظل الحرب، حُرمنا من حقنا الأساسي في التعليم، فاتجهنا لهذه التجارة لتوفير قوت يومنا”.

وأوضح أن هذه “البسطة” مكنته من تلبية احتياجاته الأساسية من طعام وشراب، مؤكدا أن وضعه الحالي هو وضع مؤقت إلى أن تفتح الجامعات أبوابها بعد انتهاء الحرب.

هبة وليد كانت تعمل طاهية في مطاعم القطاع السياحي في غزة

غلاء الأسعار

ويقف محمد الفراونة، وهو أب لـ5 أطفال، يبيع المنظفات لإعالة أسرته بعدما كان قبل الحرب يتاجر في مستحضرات التجميل: “عانينا من أول الحرب وكنا نعمل بالأجور اليومية التي كانت تقدر بـ30 شيكل، ولم نكن قادرين على افتتاح ‘بسطة’ بـ 5 آلاف شيكل، لكن بالتدريج تمكنا من تكوين أنفسنا وفعلناها”، وأضاف: “منتج تشتريه بـ8 شيكل فتضطر لبيعه بـ10، تحتاج لبيع كميات كبيرة يوميًّا لأن هذا ربح ضئيل مقارنة بتضخم الأسعار”.

بدوره تحدث يوسف الأسطل، وهو بائع حلوى، عن تأثير الحرب في نشاطه: “تجارتي تجني مبالغ جيدة لكن المشكلة أن هذا الربح أقل من المصاريف التي تحتاجها لبيتك”، مؤكدا أن المعضلة في غلاء الأسعار.

وبحسب منظمة العمل الدولية، فإن معدل البطالة في غزة وصل إلى 80%، إضافة إلى تقلّص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 83% منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

المصدر : الجزبرة مباشر

إعلان