جنود إسرائيليون يرفضون العودة إلى غزة ويكشفون عن شهادات مروعة

آثار الدمار في غزة جراء العدوان الإسرائيلي
آثار الدمار في غزة جراء العدوان الإسرائيلي (رويترز)

كشفت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية عن رفض 3 جنود إسرائيليين من قوات الاحتياط العودة للقتال في قطاع غزة.

وأوضح الجنود الثلاثة أن الدوافع وراء قرارهم بعدم الخدمة في غزة مرة أخرى هي “الطريقة التي يدير بها جيش الاحتلال الحرب في غزة، إضافة إلى إحجام الحكومة عن الموافقة على صفقة تبادل الأسرى”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تعهد بتحقيق “النصر الكامل” في غزة، معتبرا أن الضغط العسكري وحده هو الذي سيجبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الموافقة على صفقة تبادل الأسرى، وهو ما يعارضه الجنود الثلاثة.

وقال الجندي الإسرائيلي يوفال غرين، وكان يخدم مسعفا “بدأت الشكوك عندي قبل أشهر حين سمعت لأول مرة عن رفض الموافقة على مطالب حماس بإنهاء الحرب مقابل تبادل الأسرى، إضافة إلى السلوك المدمر الذي شاهدته في غزة من جانب جنود آخرين زاد من الشكوك بشأن دائرة العنف”.

وأضاف غرين للصحيفة البريطانية “كنت أرى الجنود يسرقون طوال الوقت، كان الجنود يدخلون المنازل لأسباب عسكرية بحثا عن أسلحة لكن الأمر كان أكثر تسلية خلال بحثهم عن تذكارات، وكان لديهم اهتمام خاص بالقلادات التي تحمل كتابة بالعربية وكانوا يجمعونها”.

وتابع “في وقت مبكر من هذا العام تلقينا أمرا ودخلنا أحد المنازل وأمرنا قائدنا بإحراقه، وحين تساءلت عن هذا الأمر مع القيادة لم أحصل على إجابات كافية، وقلت إذا كنا نفعل كل هذا دون سبب فلن أشارك وغادرت في اليوم التالي”، وكان غرين قد أمضى 50 يوما في مدينة خان يونس جنوب غزة في وقت سابق من هذا العام مع وحدته المظلية.

الجندي الإسرائيلي يوفال غرين يرفض العودة للخدمة في غزة
الجندي الإسرائيلي يوفال غرين يرفض العودة للخدمة في غزة (إعلام إسرائيلي)

“لا أستطيع تبرير العملية العسكرية”

بدوره، كشف جندي الاحتياط تال فاردي، الذي عمل على تدريب مشغلي الدبابات شمالي إسرائيل، عن أسباب رفضه العودة للخدمة قائلا “أي شخص عاقل يمكنه أن يعرف أن الوجود العسكري لا يساعد في استعادة الأسرى، إذا لم نكن قادرين على إعادة الأسرى فإن كل هذا يؤدي فقط إلى مزيد من الموت على جانبنا والجانب الفلسطيني”.

ولا يرى فاردي أنه يستطيع “تبرير” هذه العملية العسكرية بعد الآن، مؤكدا “لست مستعدا لأن أكون جزءا من جيش يقوم بهذا. بعض العمليات العسكرية عرّضت حياة الأسرى للخطر، وبالفعل الجيش قتل بعضهم عن طريق الخطأ”.

قطاع غزة جباليا دمار
فلسطينيون يتفقدون الدمار الذي لحق بمنازلهم في مخيم جباليا (رويترز)

“تساهل في الموافقة على إطلاق النار”

أما مايكل عوفر زيف، الذي عمل ضابط عمليات ومهمته تتطلب متابعة شاشات تعرض بثا مباشرا من الطائرات المسيَّرة، فقال “فجأة ترى مبنى يتصاعد منه الدخان أو سيارة تتابعها لمدة ساعة تختفي فجأة في سحابة من الدخان (قُصفت)، كان الأمر يبدو غير واقعي، وبعضهم كان سعيدا لرؤية هذا لأنه يعني رؤية تدمير غزة”.

وأضاف أنه بعد دخول قوات برية من وحدته إلى غزة “كنا نحصل تقريبا بشكل دائم على الموافقة على إطلاق النار”، مؤكدا أن موافقة القوات الجوية على إطلاق النار كانت في الأساس عملية بيروقراطية، أي لا تتم بسرعة وتأتي بعد سلسلة من الموافقات.

لكن خلال العدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة، شهد زيف “تساهلا أكثر من أي شيء واجهته سابقا فيما يتعلق بقواعد الاشتباك”، مشيرا إلى أنه كان منزعجا بسبب عدم وضوح قواعد الاشتباك لدى الجنود، بينما كانت هذه القواعد أكثر وضوحا خلال خدمته الإلزامية.

واعترض زيف على قرار اجتياح مدينة رفح بريا، وقال إنه كان من الأفضل إبرام صفقة لتبادل الأسرى بدلا من اجتياحها “لكن هذا الاجتياح أكد لي أنني لن أعود إلى الجيش”.

وحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، فإنه في الشهر الماضي، وقّع 41 جنديا إسرائيليا احتياطيا على رسالة مفتوحة يعلنون فيها أنهم لن يستمروا في الخدمة في هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب غزة.

وكتب الجنود في رسالتهم “لقد أثبت لنا نصف العام الذي شاركنا فيه في المجهود الحربي أن العمل العسكري وحده لن يعيد الأسرى إلى ديارهم”، وأضافوا “كل يوم يمر يعرّض حياة الأسرى والجنود الذين ما زالوا في غزة للخطر، ولا يعيد الأمن إلى من يعيشون على حدود غزة والحدود الشمالية”.

أكثر من 3 آلاف مجزرة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس السبت، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3443 مجزرة، نتج عنها استشهاد 39258 شخصا ممن وصلوا إلى المستشفيات، إضافة إلى 10000 مفقود. ومن بين الضحايا 885 من الطواقم الطبية و79 من الدفاع المدني و163 صحفيا.

كما دمّر الاحتلال، وفقا للمكتب الإعلامي، 34 مستشفى و68 مركزا صحيا، وأخرج 131 سيارة إسعاف من الخدمة. ودمّر أيضا 198 مقرا حكوميا و117 مدرسة وجامعة كليا، و332 مدرسة وجامعة جزئيا. وتم أيضا تدمير 610 مساجد كليا و211 جزئيا، إضافة إلى استهداف ثلاث كنائس.

ورغم تصريحات الجنود، والإحصاءات التي تصدرها وزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن نتنياهو ادعى أمام الكونغرس الأمريكي أن جيش الاحتلال يراعي القوانين الدولية خلال حربه على قطاع غزة، وقال إن نسبة قتل المدنيين “هي الأقل في التاريخ”، كما ادعى -نقلا عن ضابط في رفح- أنهم لم يقتلوا أي مدني فلسطيني في رفح إلا 12 شخصا وكانوا عن طريق “الخطأ”.

المصدر : الأوبزرفر + الجزيرة مباشر

إعلان