حادث مجدل شمس.. نتنياهو يتوعد حزب الله بـ”ثمن باهظ” وجنبلاط يحذر من سعي إسرائيل لفتنة (فيديو)

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، بجعل حزب الله اللبناني يدفع ثمنا باهظا بعد حادث سقوط صاروخ ببلدة مجدل شمس شمالي الجولان المحتل، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة العشرات.

وكان نتنياهو قد قرر تعجيل عودته من واشنطن إلى تل أبيب، بعد أن كان من المفترض عودته مساء الأحد.

ومنذ الاثنين الماضي، يُجري نتنياهو زيارة لواشنطن، حيث التقى الرئيس جو بايدن ومرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد ترامب، كما ألقى كلمة أمام مجلس النواب الأمريكي.

وقال مكتب نتنياهو في بيان إن الأخير تحدّث هاتفيا مع الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، حيث أبلغه بأن تل أبيب لن تضيف الهجوم على مجدل شمس إلى جدول الأعمال، في إشارة إلى أنها لن تتعامل معه كحدث عابر.

وبينما اتهم متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري “حزب الله” بالوقوف وراء الحادث وتوعد بالرد عليه، نفى الحزب مسؤوليته عن ذلك.

وأكد هاغاري للصحفيين “نجهز ردا على حزب الله. سنتحرك”.

وأوضح أن إطلاق الصواريخ هو “الهجوم الأكثر دموية على مدنيين إسرائيليين منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)”، عندما هاجمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية المحاذية لـ قطاع غزة.

بدوره، ذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي يُجري جلسة مشاورات لتقييم الوضع مع قائد القيادة الشمالية ورئيس هيئة العمليات وقائد سلاح الجو وقادة آخرين، وذلك في أعقاب إطلاق القذائف نحو منطقة مجدل شمس وشمالي البلاد.

واشنطن تجدد دعمها لإسرائيل

في السياق، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي “دعمنا لأمن إسرائيل راسخ ولا يتزعزع ضد كل الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني”.

وأضافت “الولايات المتحدة ستواصل دعم الجهود الرامية إلى وضع حد لهذه الهجمات الرهيبة”، مشددا على أن هذا الأمر “مسألة ذات أولوية مطلقة”.

وكان حزب الله قد أعلن بالفعل قبل وقت قصير من حادث مجدل شمس استهداف 4 مواقع عسكرية شمالي إسرائيل، ردا على اعتداءات جيش الاحتلال على جنوبي لبنان.

وشملت هذه الاستهدافات قصفا ‏بصواريخ الكاتيوشا طال مقر قيادة لواء حرمون في ثكنة معاليه غولاني بالجولان السوري المحتل، لكن الحزب لم يتحدث في بياناته مطلقا عن استهداف بلدة مجدل شمس.

وجاءت هذه الاستهدافات عقب إعلان حزب الله استشهاد 4 من مقاتليه بنيران إسرائيلية.

جنبلاط يحذر من سعي إسرائيل لفتنة

يأتي ذلك بينما حذر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، السبت، من سعي إسرائيل لإشعال الفتن بالمنطقة بعد اتهامها حزب الله بالتورط في قصف بلدة مجدل شمس الدرزية بالجولان المحتل رغم نفي الحزب ذلك.

وقال جنبلاط في بيان نقلته وكالة الأنباء اللبنانية “في ضوء بيان حزب الله الذي ينفي علاقة المقاومة الإسلامية بما حصل في مجدل شمس، فإننا نشدد التحذير والتنبيه ممّا يعمل عليه العدو الإسرائيلي منذ زمن بعيد لإشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوناتها”.

وأضاف “أسقطنا هذا المشروع الإسرائيلي في السابق، وإذ يطل برأسه من جديد فنحن له بالمرصاد إلى جانب المقاومة وكل المقاومين الذين يواجهون الإجرام والاحتلال الإسرائيلي”.

الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط (غيتي – أرشيفية)

ويُعَد المكون الدرزي (مكون عرقي ديني) أحد المكونات الرئيسية في لبنان، حيث يعيش ما لا يقل عن 200 ألف من الطائفة الدرزية من إجمالي عدد السكان الذي يزيد على 5.2 ملايين.

ويتمتع الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة جنبلاط بالقاعدة الجماهيرية الأوسع بين أبناء الطائفة.

ووفقا للدستور اللبناني، وتعديلاته بعد اتفاق الطائف، فإن حصة الطائفة هي 3 حقائب وزارية يصر جنبلاط على منحها لأعضاء حزبه.

بوريل يدين “حمام الدم” في الجولان

بدوره، أدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “حمام الدم” الذي وقع في بلدة مجدل شمس بهضبة الجولان التي ضمّتها إسرائيل إليها، مطالبا بإجراء تحقيق دولي مستقل.

وقال بوريل في منشور على منصة إكس “صور صادمة من ملعب كرة القدم في بلدة مجدل شمس الدرزية. أدين بشدة حمّام الدم هذا. نحن بحاجة إلى تحقيق دولي مستقل في هذه الواقعة غير المقبولة. نحض جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد”.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع جيش الاحتلال قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل، أسفر عن مئات الشهداء والجرحى بالجانب اللبناني، وقتلى وجرحى في الصفوف الإسرائيلية.

وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، مما خلّف نحو 130 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود.

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان