غضب في فرنسا بسبب “السخرية من المسيحية” في حفل افتتاح أولمبياد باريس.. وموسكو تعلق (فيديو)

غضب عارم بسبب تعرض الديانة المسيحية للسخرية في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس

انتقدت الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس باعتباره مهينا للمسيحيين، بينما استخفت به موسكو ووصفته بأنه “موكب فخر للمثليين”.

وجاء في بيان صادر عن مؤتمر الأساقفة الفرنسيين، اليوم السبت “تضمّن هذا الاحتفال للأسف مشاهد استهزاء وسخرية من المسيحية، وهو ما نأسف له بشدة، ونقابل هذا الوضع بحزن عميق”.

ولم تقدّم الكنيسة تفاصيل محددة، لكن مشهدا واحدا على وجه الخصوص أثار غضب بعض المسيحيين، وهو مقطع أعاد فيه رجال مثليون يرتدون أزياء نسائية ممن يُعرفون باسم “دراغ كوين”، ومُغنٍّ شبه عار، إنشاء لوحة ليوناردو دافنشي الشهيرة “العشاء الأخير” التي تصور آخر ما شاركه السيد المسيح مع تلاميذه.

وقال الأساقفة الفرنسيون “نشكر أبناء الديانات الأخرى الذين أعربوا عن تضامنهم معنا. هذا الصباح نفكر في المسيحيين بجميع القارات الذين تضرروا من التجاوزات والاستفزاز في بعض المشاهد”.

وشدد البيان على ضرورة إدراك أن الألعاب الأولمبية تتجاوز التحيزات الأيديولوجية لدى بعض الفنانين.

وأكد أن الرياضة “نشاط يترك أثرا عميقا في قلوب الرياضيين والجماهير”، وأنه في إطار احترام المعتقدات الدينية، هناك حاجة ملحة للجميع إلى الاهتمام بالقيم التي يتم تبادلها في الرياضة وفي دورة الألعاب الأولمبية.

وأمس الجمعة، انطلقت دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024” التي تستمر فعالياتها حتى 11 أغسطس/آب المقبل، بإقامة حفل افتتاح على ضفاف نهر السين شمالي فرنسا، وسط حضور غفير من الضيوف ووفود الدول المشاركة والجماهير.

غضب فرنسي

وتم انتقاد فقرة “الوجبة الأخيرة” من حفل الافتتاح، أمس الجمعة، من السياسيين المحافظين في فرنسا.

ووصفت عضوة مجلس الشيوخ عن الجمهوريين المحافظين فاليري بوير ذلك بأنه “رؤية لتاريخنا تهدف إلى السخرية من المسيحيين”.

بدورها، قالت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ماريون ماريشال، وهي من اليمين المتطرف “إلى جميع المسيحيين في العالم الذين يشعرون بالإهانة من هذه المحاكاة الساخرة للعشاء الأخير خلال حفل افتتاح باريس 2024، اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث، بل أقلية يسارية مستعدة لأي استفزاز”.

وأوضحت ماريون -وهي ابنة شقيقة القيادية اليمينية المتطرفة مارين لوبان- أن هذه الحادثة لا تمثلها، وكتبت في منشورها عبر منصة إكس وسما يقول “ليس باسمي”.

أما النائبة عن حزب التجمع الوطني لور لافاليت، فقالت عبر حسابها بمنصة إكس، مخاطبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “السيد رئيس الجمهورية، نحن جميعا سعداء للغاية بدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، ولا أريد التحدث في السياسة هذا المساء. لكن هل حقا كان هذا ضروريا؟”، في إشارة إلى العرض.

وفي منشور عبر حسابه على إكس، أعلن المحامي الفرنسي فابريس دي فيزيو أنه سيتقدم بشكوى رسمية في 29 يوليو/تموز الجاري ضد تجسيد لوحة العشاء الأخير للنبي عيسى وتلاميذه من خلال عرض “دراغ كوين” خلال افتتاح دورة الألعاب الأولمبية.

المنظمون يدافعون عن الفقرة

بدوره، قال رئيس اللجنة المنظمة لباريس 2024 توني إستانجيه إن حفل الافتتاح كان يهدف إلى إثارة التفكير.

وأضاف “بطبيعة الحال كان علينا أن نأخذ في الاعتبار المجتمع الدولي. لكنه الحفل الفرنسي للألعاب الفرنسية، لذلك عهدنا به إلى مديرنا الفني”.

وتابع “لدينا حرية التعبير في فرنسا ونريد حمايتها”.

وقال مدير حفل الافتتاح توماس جولي إن “النية لم تكن أبدا شائنة”، وإن العمومية كانت هدفا.

موكب فخر المثليين

وقالت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ووزارة الخارجية في موسكو إنهما صُدمتا من تعرُّض الرسل (تلاميذ المسيح) للسخرية من “المتخنثين”.

وقال المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية فاختانغ كيبشيدزه “يحدث انتحار ثقافي وتاريخي في واحدة من العواصم المسيحية السابقة للحضارة الأوروبية”.

ونشرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا صورا على تلغرام، وقالت إن حفل الافتتاح تحوَّل إلى سخرية من المسيحيين و”موكب فخر للمثليين”.

ويشارك 15 رياضيا فقط من روسيا في باريس، نصفهم تقريبا من لاعبي التنس.

وقبل 3 سنوات في طوكيو، كان هناك 335 رياضيا فازوا بما مجموعه 71 ميدالية.

ولن يظهر الروس ولا ممثلو حليفتهم بيلاروسيا الـ16 في جدول الميداليات هذا العام.

وبسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، فإن اللجنة الأولمبية الدولية تجعلهم رياضيين محايدين، ولا يجوز رفع علمهم أو عزف نشيدهم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان