هجوم مجدل شمس.. إسرائيل تتبرأ وتحذير أممي من “صراع أوسع”

من تشييع جثث ضحايا الهجوم الصاروخي على مجدل شمس في الجولان السوري المحتل (الأناضول)

تبرأت إسرائيل، اليوم الأحد، من أي مسؤولية في حادث مجدل شمس في الجولان المحتل، نافية إطلاق صاروخ اعتراض لما قالت إنه صاروخ سقط على ملعب لكرة القدم وتسبب في سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

وذكر تحقيق أوّلي للجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، أنه لم تكن هناك مشكلة في رصد الصاروخ على مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وأنه جرى تفعيل الإنذار لمدة 20 ثانية، حسب ما أفادت إذاعة جيش الاحتلال.

وأضاف التحقيق أنه لم يُطلَق أي صاروخ اعتراضي بسبب التضاريس المعقدة للمنطقة (الصاروخ عبَر جبل الشيخ) وتحليق الصاروخ على ارتفاع منخفض ومشكلات أخرى جعلت عملية الاعتراض صعبة، مردفة “لم يكن من الممكن إعطاء وقت تحذير أطول”.

وتابع “تم اكتشاف إطلاق الصاروخ على الفور، وبناءً على ذلك تم تفعيل التنبيه في مجدل شمس، ولم يكن بالإمكان تفعيل التنبيه مبكرًا وإعطاء وقت أطول للدفاع، لقصر المسافة”.

ونقلت إذاعة الجيش عن مصدر عسكري أن “مدة التحذير كانت حوالي 20 ثانية منذ تفعيل الإنذار وحتى سقوط الصاروخ، بينما يشهد سكان مجدل شمس بخلاف ذلك ويتحدثون عن بضع ثوان”.

 

وذكر رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي أن الجيش يزيد استعداده “للمرحلة التالية من القتال” في الشمال، في أعقاب الهجوم، وأضاف “نعرف تحديدًا من أين تم إطلاق الصاروخ. إنه صاروخ من حزب الله”، حسب صحيفة (تايمز أوف إسرائيل).

وتابع “لقد فحصنا بقايا الصاروخ هنا على جدار ملعب كرة القدم. نعرف أنه صاروخ فلق مزود برأس حربية يزن 53 كيلوغرامًا”.

غارات إسرائيلية كثيفة على لبنان

وقال جيش الاحتلال، السبت، إن 12 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عامًا قُتلوا و35 على الأقل أصيبوا جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل منذ سنة 1967 وأعلنت ضمه إلى أراضيها. ومجدل شمس بلدة ذات أغلبية من الدروز.

ورغم نفي حزب الله مسؤوليته عن القصف الذي طال بلدة مجدل شمس، فقد شنت مقاتلات حربية إسرائيلية، فجر اليوم، سلسلة غارات كثيفة ومتتالية على مناطق عدة جنوب وشرق لبنان، مما أسفر عن عدد من المصابين وأضرار مادية كبيرة.

وكان حزب الله قد أعلن بالفعل، قبل وقت قصير من هجوم مجدل شمس، استهداف 4 مواقع عسكرية شمالي إسرائيل، ردًّا على اعتداءات لجيش الاحتلال على جنوبي لبنان أسفرت عن مقتل 4 من أفراده ليرتفع بذلك عدد قتلى الحزب إلى 384 منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وشملت هذه الاستهدافات قصفًا ‏بصواريخ الكاتيوشا طال مقر قيادة لواء حرمون في ثكنة معاليه غولاني بالجولان السوري المحتل، لكن الحزب لم يتحدث في بياناته مطلقًا عن استهداف بلدة مجدل شمس.

 تحذير أممي من “صراع أوسع”

وفي بيان مشترك، حذرت بعثتا الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام (يونيفيل) في لبنان، الأحد، من اشتعال “صراع أوسع بين إسرائيل وحزب الله قد يغرق المنطقة في كارثة لا يمكن تصورها”، على خلفية هجوم مجدل شمس، وقالا إنهما يُجريان اتصالات مع كل من لبنان وإسرائيل لمحاولة خفض التوتر.

واستنكر الطرفان “مقتل المدنيين من أطفال صغار ومراهقين في مجدل شمس”، وأكدا ضرورة “حماية المدنيين في جميع الأوقات”، وحثّا “الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووضع حد للتبادل المكثف والمستمر لإطلاق النار”.

“محاولة إسرائيلية خسيسة لسلخ الجولان عن هويته”

من ناحيته، أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان أن “ما حدث في مجدل شمس ما هو إلا محاولة خسيسة فاشلة لسلخ الجولان العربي السوري عن طبيعته الجغرافية وامتداداته العائلية، وهو الذي كان وما زال يرفض التواطؤ على هويته السورية العربية”.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام، اليوم، عن أرسلان قوله “إن الجولان لن يقع في فخ مشروع إسرائيل للتظاهر بحماية الأقليات التي لا تبتغي منه إلا تفتيت المنطقة إلى دويلات تحمي حدوده المزورة”.

والسبت، أدانت الحكومة اللبنانية في بيان “كل أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين” عقب هجوم مجدل شمس، بينما حذر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط من سعي إسرائيل لإشعال الفتن بالمنطقة بعد اتهامها حزب الله بالتورط في قصف البلدة.

ويُعَد المكون الدرزي (مكون عرقي ديني) أحد المكونات الرئيسية في لبنان، حيث يعيش في هذا البلد العربي ما لا يقل عن 200 ألف من هذه الطائفة من إجمالي عدد السكان الذي يزيد على 5.2 ملايين نسمة. ويتمتع الحزب “التقدمي الاشتراكي” برئاسة جنبلاط بالقاعدة الجماهيرية الأوسع بين أبناء الطائفة.

ومنذ 8 أكتوبر 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع جيش الاحتلال قصفًا يوميًّا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات القتلى والمصابين، وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حرب تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، مما خلَّف نحو 130 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان