لجنة تحقيق إسرائيلية توصي بإغلاق معتقل “سدي تيمان” وتكشف عن ظروف صعبة للغاية
اللجنة: لم يكن من المفترض أن يبقى معتقلو غزة هناك

كشفت لجنة تحقيق إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن ظروف صعبة للغاية يخضع لها معتقلون فلسطينيون من قطاع غزة في سجن “سدي تيمان” بجنوب إسرائيل، وأوصت بإغلاقه ونقل المعتقلين فيه إلى مصلحة السجون.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن لجنة استشارية معنية بأوضاع المعتقلين الفلسطينيين من غزة برئاسة القاضي المتقاعد إيلان شيف قدمت استنتاجاتها إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsوزارة الأسرى بغزة تفنّد “مسرحية” سدي تيمان والبرغوثي يعدهّا “دليلا خطيرا”
وبحسب الهيئة الرسمية، طُلب من اللجنة دراسة أوضاع المعتقلين من قوات النخبة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) “بعد ضغوط دولية وادعاءات جدية بأن إسرائيل لا تمتثل للاتفاقيات الدولية مقارنة بما يقتضيه القانون الدولي”.
وقالت “تناولت الانتقادات الدولية بشكل رئيسي الظروف التي احتجز فيها المعتقلون، حيث احتجزوا في جميع الأوقات، مكبّلي الأيدي ومعصوبي الأعين، في ظروف قاسية”.
وأضافت الهيئة “قررت اللجنة أنه لم يكن من المفترض أن يبقى المعتقلون في منشآت عسكرية مؤقتة مثل سدي تيمان لفترة طويلة، مسجونين في منشآت مؤقتة وحظائر دبابات تحولت حظائر اعتقال، عندما لا يملك الجيش الإسرائيلي القدرة والظروف لتأمينهم هناك”.
"إسرائيل تدير سجنًا للتعذيب السادي ضد الفلسطينيين الغزيين".. عضو الكنيست الإسرائيلي عوفر كسيف يطالب بإغلاق معتقل سدي تيمان#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/ClKyaHIKco
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 29, 2024
مخالف للقانون
وتابعت “بحسب اللجنة، كان من المفترض أن يظل الأسرى في حوزة الجيش الإسرائيلي لمدة تتراوح بين 10 و15 يومًا ثم ينتقلون بعد ذلك إلى منشآت سلطة السجون الإسرائيلية، التي لم تكن مستعدة لاستقبال آلاف المعتقلين”.
وأشارت هيئة البث إلى أن “التوصية الرئيسية للجنة هي أنه ينبغي نقلهم إلى مسؤولية مصلحة السجون وإخلاء قاعدة سدي تيمان من المعتقلين”.
واستنادًا إلى تقرير اللجنة فإن المعتقلين يظلون “مكبلي الأيدي وأعينهم معصوبة، ويحق لهم الاستحمام مرة واحدة في الأسبوع، والمراحيض موجودة في الزنازين، ويحصلون على طعام يتكون بشكل أساسي من سندويشات وتونة وجبن، ويأكلون وأيديهم مكبلة من الأمام”.
وصباح الثلاثاء، قالت هيئة البث إن المحكمة العسكرية الإسرائيلية في بيت ليد، تنظر اليوم في تمديد توقيف 9 جنود بتهمة “الاعتداء الجنسي” على أسير فلسطيني من غزة في سجن “سدي تيمان”.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي يستعد لمنع اقتحام يمينيين للقاعدة، بعد أن اقتحموها أمس الاثنين، واشتبكوا مع الشرطة.

الاعتداء على أسير من غزة
ومساء الاثنين، سادت حالة من الفوضى داخل قاعدة “بيت ليد”، عقب اقتحام عشرات المتظاهرين اليمينيين محكمة عسكرية داخل القاعدة، احتجاجا على اعتقال الجنود المعتدين؛ مما دفع الجيش إلى نقل 3 كتائب -كان مقررًا أن تدخل قطاع غزة- إلى القاعدة لحمايتها.
وكانت هيئة البث قد كشفت النقاب عن أن 9 جنود اعتدوا بالضرب المبرح على أسير من غزة، لم تذكر اسمه، وتم نقله إلى المستشفى وعليه إصابات خطيرة في فتحة الشرج؛ مما استدعى قيام الشرطة العسكرية بفتح تحقيق.
وكان بين المقتحمين مسؤولون وجنود في الجيش، وهو ما قوبل باستنكار من الداخل الإسرائيلي ومطالبات بإبعاد اليمينيين المتطرفين عن السلطة بما في ذلك الحكومة والكنيست، لأنهم يواجهون “دولة القانون” في إسرائيل ويهددون أمنها.
مسرحية هزلية
في المقابل، شككت جهات فلسطينية رسمية وشعبية في التحقيق الذي أشعل الداخل الإسرائيلي، ووصفته بأنه “مسرحية هزلية” لتلميع صورة تل أبيب أمام المجتمع الدولي وإيهامه بأنها تحاسب جنودها في حال ارتكابهم انتهاكات.
وفي الأشهر الأخيرة، كثرت التقارير التي تندد بالاعتداء على الأسرى الفلسطينيين المعتقلين من قطاع غزة في سجن “سدي تيمان”، وادّعت السلطات الإسرائيلية أنها تحقق في الأمر، لكن دون نتائج ملموسة.
وتنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس قدّمته مؤسسات حقوقية إسرائيلية لإغلاق سجن “سدي تيمان” السيّئ السمعة، حيث يعاني معتقلون فلسطينيون من غزة تعذيبًا واعتداءات جنسية وإهمالًا طبيًّا بطريقة ممنهجة، وتمنع إسرائيل زيارة أي وفود حقوقية للوقوف على أوضاعهم.
ومنذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول، اعتقل الجيش الإسرائيلي آلافًا من المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.
وخلال الأشهر الماضية، أطلق الجيش سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية، وحملت أجسادهم آثار تعذيب.