وزارة الأسرى بغزة تفنّد “مسرحية” سدي تيمان والبرغوثي يعدهّا “دليلا خطيرا”
36 أسيرا استشهدوا نتيجة التعذيب في معسكر سدي تيمان سيء السمعة

أكدت وزارة الأسرى والمحررين بغزة، أن ما يجري في معتقل سدي تيمان، سيئ الصيت بحق المعتقلين من القطاع “هو بمثابة انتهاكات ممنهجة ومدروسة وبتعليمات من قادة الاحتلال ترقى إلى جرائم حرب”.
وقالت في بيان لها، اليوم الثلاثاء، إن ما جرى “من مسرحية سخيفة أمام المعتقل، أبطالها أعضاء في الكنيست ووزراء في حكومة الاحتلال ومنظومته الأمنية والعسكرية للظهور أمام الرأي العام العالمي أن الانتهاكات التي تتم هي تصرفات فردية، هو غير صحيح”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأبو عبيدة يعلن موعد الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكسندر
حماس ستفرج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر
القسام تبث مشاهد من كمين مركب في رفح ضمن عمليات أبواب الجحيم
وجددت التأكيد بأن “ما يجري هو عمليات تعذيب ممنهجة تسببت في استشهاد عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين”، وأن ما كشف من اعتداءات على أسرى فلسطينيين داخل المعتقل هو انتهاك صارخ وواضح للقوانين الدولية والانسانية “ترقى إلى جريمة حرب”.
وطالبت وزارة الأسرى، المجتمع الدولي والإنساني بضرورة العمل الفوري والجاد على إغلاق السجن “سيئ السمعة، حيث يتعرض أسرى فلسطينيون من غزة لتعذيب وإهمال طبي شديد بوحشية لم يسبق لها مثيل”.

“دليل على صعود الفاشية الصهيونية”
من جانبه أكد الأمين العام لحركة “المبادرة الوطنية الفلسطينية” مصطفى البرغوثي، أن اقتحام سجن “سدي تيمان” والمحاكم العسكرية، لمنع التحقيق مع سجّانين اعتدوا على أسير فلسطيني “دليل على صعود الفاشية الصهيونية الأصولية في إسرائيل”.
ومساء أمس الإثنين، سادت حالة من الفوضى داخل قاعدة “بيت ليد” عقب اقتحام عشرات المتظاهرين اليمينيين المحكمة العسكرية داخل القاعدة، احتجاجا على اعتقال جنود معتدين.
“المستوطنون يشكلون القاعدة الرئيسية”
وقال البرغوثي، إن “اقتحام الفاشيين الأصوليين الصهاينة لمعسكر الاعتقال سيّئ الصيت سدي تيمان والمحاكم العسكرية في بيت ليد، لمنع التحقيق مع السجانين القتلة ومرتكبي الجرائم الجنسية، دليل خطير على صعود الفاشية الصهيونية الأصولية”.
وأشار البرغوثي في بيان اليوم الثلاثاء إلى أن المستوطنين يشكلون القاعدة الرئيسية لهؤلاء في الضفة الغربية.
وبيّن القيادي الفلسطيني أن جيش الاحتلال قتل المئات بإعدامات ميدانية، مشيرًا إلى استشهاد ما لا يقل عن 57 فلسطينيا نتيجة التعذيب في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال إن من بين الشهداء، 36 أسيرًا استشهدوا في معسكر سدي تيمان، بالإضافة إلى تقارير صحف عالمية فضحت عمليات التعذيب بما فيها جرائم جنسية واغتصاب وحشي.
تحقيقات شكلية
وقال البرغوثي إن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تحاول حماية نفسها من محكمة الجنايات الدولية عبر إجراء تحقيقات شكلية “لكن ذلك لا يروق للفاشيين الإسرائيليين الذين يستبيحون حياة الفلسطينيين”.
وأبدى البرغوثي عدم ثقته في القضاء الإسرائيلي وقال “لا نثق في القضاء الإسرائيلي أو المحاكم العسكرية”، وطالب بإيفاد لجنة تحقيق دولية للتحقيق في التعذيب والجرائم التي ترتكب في السجون الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين، ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع في محكمة الجنايات الدولية.

حالة من الفوضى
ومساء أمس الإثنين، سادت حالة من الفوضى داخل قاعدة “بيت ليد” عقب اقتحام عشرات المتظاهرين، المحكمة العسكرية داخل القاعدة، احتجاجا على اعتقال جنود، ما دفع الجيش إلى نقل 3 كتائب إلى القاعدة لحمايتها من المقتحمين، بعدما كان مقررًا أن تدخل قطاع غزة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد كشفت النقاب عن أن 9 جنود اعتدوا بالضرب المبرح على أسير من غزة، لم تذكر اسمه، وتم نقله إلى المستشفى وعليه إصابات خطيرة حتى في فتحة الشرج، ما استدعى قيام الشرطة العسكرية بفتح تحقيق.
وكان بين المقتحمين مسؤولون وجنود في الجيش، ما قوبل باستنكار من الداخل الإسرائيلي ومطالبات باستبعاد اليمينيين المتطرفين من السلطة بما في ذلك الحكومة والكنيست “لأنهم يواجهون دولة القانون في إسرائيل ويهددون أمنها”.
وشككت جهات فلسطينية رسمية وشعبية في التحقيق الذي أشعل الداخل الإسرائيلي، ووصفِ بالمسرحية الهزلية، لتلميع صورة تل أبيب أمام المجتمع الدولي وإيهامه بأنها تحاسب جنودها في حال ارتكابهم انتهاكات.
وفي الأشهر الأخيرة، كثرت التقارير التي تندد بالاعتداءات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون من قطاع غزة في سجن “سدي تيمان” وعادة تدعي السلطات الإسرائيلية أنها تحقق في الأمر دون نتائج ملموسة.
وتنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس قدّمته مؤسسات حقوقية إسرائيلية لإغلاق سجن سدي تيمان سيئ السمعة، حيث يتعرض معتقلون فلسطينيون من غزة لتعذيب واعتداءات جنسية وإهمال طبي بطريقة ممنهجة وتمنع إسرائيل زيارة وفود حقوقية للوقوف على أوضاعهم.

ومنذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.
وخلال الأشهر الماضية، أطلق الجيش سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية، وحملت أجسادهم آثار تعذيب.