هل سيدعم الديمقراطيون كامالا هاريس إذا تراجع بايدن عن الترشح؟

تتزايد التكهنات بشأن بقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن في السباق الرئاسي، ويشير بعض الديمقراطيين إلى أنهم على استعداد للاحتشاد حول نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وتقول صحيفة “ما كلاتشي” الأمريكية إن المشكلة هي أن الناخبين يرون أن هاريس أقل شعبية حتى من بايدن ومنافسه في الانتخابات دونالد ترمب.
ومنذ أن قدَّم بايدن أداء سيئا خلال المناظرة مع ترمب في 27 من يونيو/حزيران الماضي، سُلطت الأضواء على هاريس بصفتها البديل الأكثر منطقية.
ودائما ما تقول هاريس إنها تقف برسوخ وراء بايدن.
وقال بريان فالون، مدير حملة اتصالات هاريس، لصحيفة (ذا بيي) “الرئيس هو مرشح حزبنا وسيظل هكذا، ونائبة الرئيس هاريس فخورة بأنها شريكته في الترشح، وتتطلع للعمل معه 4 سنوات أخرى”.
وحققت هاريس نجاحا لدى الأمريكيين في يناير/كانون الثاني 2021، قبل أن تتولى منصبها، عندما أعرب 51% من الناخبين المسجلين عن تأييدهم لها في استطلاع لشبكة “سي إن إن”، وحصل بايدن حينئذ على 59%.
وتراجعت النسبتان مع مرور الوقت. وفي أحدث استطلاع بعد المناظرة التي جمعت بايدن وترمب، أيَّد 34% من الناخبين المسجلين بايدن، و29% هاريس، وحظي ترمب بدعم 39%.

التركيز على الماضي
وقال كريس بوريك، مدير معهد موهلينبيرغ للرأي العام في بنسيلفانيا، لوكالة الأنباء الألمانية “طبيعة منصب نائب الرئيس يمثل تحديا فيما يتعلق بالتواصل مع المواطنين، وعندما تضيف تقاطع الهوية إلى هاريس وخلفيتها المتعددة الأعراق وجذورها في كاليفورنيا، فإنه يبدو أن هناك عائقا أمام تمتعها بالقبول العام على نطاق واسع”.
وقال كايل كونديك، مدير شركة ساباتو كريستال بول، وهي شركة غير حزبية للتحليلات السياسية “أنا على ثقة بأنه سيتم في حملتها التركيز على ماضيها بصفتها مدعيا عاما في كاليفورنيا وعضوة في مجلس الشيوخ”.
يُذكر أنه بعد تولي هاريس منصب المدعي العام، وخلال توليها المنصب، تعرضت تصرفاتها لانتقاد كثيرين من مجتمعات أصحاب البشرة الملونة في الولاية.
وفي عام 2004، عارضت هاريس مبادرة الولاية لتخفيف القوانين المتعلقة بالحد الأدنى للأحكام الإلزامية، على الرغم من أنه بصفتها عضوة في مجلس الشيوخ اقترحت خطة من شأنها إنهاء الحد الأدنى للأحكام الإلزامية.
وبصفتها نائبة رئيس، كلفها بايدن بقيادة جهود مساعدة دول أمريكا الوسطى، التي يغادر مواطنوها بلادهم للتوجه إلى الولايات المتحدة. ولكن مع استمرار تدفق المهاجرين غير النظاميين عبر الحدود بين أمريكا والمكسيك، يوجه الجمهوريون الانتقادات إليها، قائلين إنها لا تتمتع بالكفاءة للتعامل مع الأزمة.
وشاركت هاريس لفترة وجيزة في سباق الترشح الرئاسي لعام 2020، ولكن جهودها لم تنجح. وواجهت انتقادات بأن لها مواقف غامضة بشأن قضايا عدة خاصة بإصلاح الرعاية الصحية.
ومع ذلك فإن استطلاعا جديدا أجراه موقع “ياهو نيوز/ يوجوف” كشف أنه على الرغم من أن التقييمات السلبية لهاريس ما زالت مرتفعة، فإنها تكتسب دعما من الديمقراطيين.
وقال المحرر السياسي في شركة يوجوف للأبحاث السوقية كارل بياليك “تتحسن الإحصاءات الخاصة بهاريس بانتظام” منذ أن وصلت إلى أدنى مستوى في أغسطس/آب 2022.

شخصية “مضطربة”
من جانبهم، يتوق الجمهوريون إلى ترشح هاريس في السباق الرئاسي.
ومع تعثّر بايدن، يحاول الجمهوريون تعريف هاريس بأنها “شخصية ليبرالية مضطربة خدعت الناخبين بشأن ملائمة الرئيس للمنصب”.
وقالت حملة ترمب في بيان “كل شخص من أنصار بايدن كذب بشأن الحالة المعرفية لجو بايدن ودعم سياسته الكارثية خلال الأعوام الأربعة الماضية، خاصة المساعدة الثرثارة كامالا هاريس”.