مرصد حقوقي: لا دليل لأي مظاهر مسلحة في مدرسة “التابعين” بمدينة غزة
“الاستهداف تم بثلاث قنابل أمريكية مجنّحة”
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أمس السبت، إنه بعد ظهور التحقيقيات الأولية التي أجراها في مصلى مدرسة (التابعين) في مدينة غزة التي شهدت مجزرة دامية استشهد فيها أكثر من 100 فلسطيني، عن خلو المدرسة من أي دليل أو مؤشر عن وجود تشكيلات مسلحة في المكان.
بقنابل أمريكية مجنّحة
وقال الأورومتوسطي “إن القصف الإسرائيلي استهدف على نحو مباشر نازحين أثناء أدائهم لصلاة الفجر في مصلى المدرسة، وكذلك الجزء العلوي من المصلى المخصص لإيواء النساء والأطفال”.
وذكر أن المعلومات الأولية تشير إلى أن جيش الاحتلال أطلق خلال هذا الاستهداف ثلاث قنابل أمريكية مجنّحة ذات قدرة هائلة على التدمير والحرق وإذابة الأجساد.
اقرأ أيضا
list of 4 items“حيّ أم شهيد أم أسير؟”.. عائلات المفقودين في غزة تكابد آلام الانتظار (فيديو)
الاحتلال الإسرائيلي يحاصر مستشفى كمال عدوان
مقتل شخصين في مستوطنة كريات شمونة شمالي إسرائيل
تحقيقات الأورومتوسطي الأولية تشير إلى خلو موقع مجزرة مدرسة التابعين في غزة من أي مظاهر مسلحة https://t.co/qX7BL1KE25
— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) August 10, 2024
وفي بيان من حركة حماس “من بين أكثر من 100 من المدنيين قتلهم الاحتلال بدم بارد في مجزرة مدرسة التابعين، أعلن جيش الاحتلال عن قائمة تضم 19 شهيدًا زعم أنهم من نشطاء المقاومة، في محاولة لتبرير جريمته النكراء، في ظل الانتقادات الدولية الواسعة لها”.
وأضافت “رواية جيش الاحتلال المجرم عن شهداء مجزرة التابعين في حي الدرج بأنهم عناصر من حماس والجهاد الإسلامي، مضللة وكاذبة”.
وبحسب المرصد الحقوقي، أظهرت جميع الأدلة والشهادات أن المدرسة كانت خالية من أي تجمعات أو مراكز عسكرية وغير مجهزة بالبنية التحتية اللازمة للأستخدام العسكري واللوجستي.
وأنها مأوى لأكثر من 2500 نازح في مدينة غزة الذي أمنت عائلاتهم على وجودهم فيها دون الشعور بالخطر، بحسب إفادات الناجين.
ونقل المرصد عن النازح والناجي من الهجوم محمد الكحلوت “كنت أتجهز للذهاب للصلاة، لحظات وكان يمكن أن أكون معهم، ثلاثة صواريخ أو قنابل كبيرة أطلقتها الطائرات الإسرائيلية، شعرت بالخوف الشديد، عندما توجهت للمكان، كانت الجثامين والأشلاء مقطعة ومتفحمة.. أكوام متكدسة من اللحم المحترق.. أنا موجود بالمدرسة منذ عدة أسابيع، لم أشاهد أي مسلحين أو مظاهر مسلحة”.
وقالت سوزان محمد البراوي، للأورومتوسطي “كنا نائمين. استيقظنا على صوت الانفجار واشتعال النار، خرجنا من فصولنا لنجد النار تشتعل عند المصلى، مصلى النساء في مدرسة التابعين يقع فوق مصلى الرجال مباشرة، وفيه عائلات كثيرة نزحت بعد استهداف بيوتها. كان هناك ما لا يقل عن 20 عائلة، منهم نساء كبار السن وأطفال”.
ونبّه المرصد من إدعاءات إسرائيل المتكررة باستهداف مواقع عسكرية وأنها ملزمة باتباع القانون الدولي الذي ينص بحماية المدنيين أثناء الحرب وأن أي انتهاكات لهذه البنود يعتبر جريمة حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يتعمد تدمير ما تبقى من مراكز الإيواء لحرمان الفلسطينيين مما تبقى من أماكن قليلة تؤويهم بعد التدمير الممنهج للمنازل ومراكز الإيواء، بما فيها المدارس والمنشآت العامة طوال الأشهر العشرة الماضية.
وشدد المرصد على أن المدنيين في قطاع غزة يدفعون ثمن الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي تنتهك على نحو جسيم قواعد القانون الدولي الإنساني، وبخاصة مبادئ التمييز والتناسبية والضرورة العسكرية.
وجدد مطالبته بإتمام دول العالم مسؤوليتها الدولية بوقف الإبادة الجماعية ومحاسبه الدول المتواطئة وضمان امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية.