أمطار غير مسبوقة.. سكان “أبو حمد” شمالي السودان يروون أهوالا عايشوها وسط السيول (فيديو)
فقدوا كل شيء
يعيش سكان قرية “اللديق” التابعة لمحلية “أبو حمد” شمالي السودان أوضاعًا معيشية صعبة بسبب السيول العارمة التي سببتها الأمطار غير المسبوقة، وقد رصدت الجزيرة مباشر حجم الدمار الكبير الذي وصفه السكان بأنه غير مسبوق.
وأظهرت صور جوية التقطت عصر الأحد، حجم الدمار الذي لحق بمئات من المنازل جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت محلية مروي بجنوب الولاية الشمالية حيث لقي 8 أشخاص مصرعهم بينهم أطفال، وأصيب آخرون. وتظهر اللقطات الجوية حجم الدمار بعد أن غمرت المياه المنازل والمزارع.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحاكم دارفور يدعو سكان الإقليم للانضمام للقوات المشتركة والجيش
السودان يؤكد التزامه بحرمة المقار الدبلوماسية وحمايتها
الإمارات تدين الاعتداء الذي استهدف مقر بعثتها في الخرطوم
دمار كامل في حي القوز
وفي حي القوز بمحلية “أبو حمد”، دُمّرت آلاف المنازل جراء السيول العارمة التي سببتها الأمطار الغزيرة، بولاية نهر النيل شمالي السودان.
وأحصت جمعية الهلال الأحمر السوداني والأهالي نحو 24 ألف منزل وقد دُمّرت تماما، إضافة إلى مقتل نحو 34 شخصا، وأصبح الأهالي في العراء من دون غذاء ولا ماء ولا مأوى.
ورسم أحد شهود الواقعة صورة مخيفة لما حدث، وقال إنهم كانوا في بيوتهم وفوجئوا بأمطار غزيرة غير معتادة في هذه المنطقة، وأعقب ذلك صيحات مناداة من قبل أشخاص، للناس بأن يخرجوا من المنطقة بسبب قدوم سيل.
وقال إن صوت السيل كان يهدر بقوة؛ مما أدخل الرعب في نفوس الناس وخاصة النساء والأطفال الذين حملوا على الأكتاف وأُخرجوا إلى منطقة أخرى عالية نسبيا.
وذكر أن الأمطار استمرت نحو 6 ساعات، من الساعة التاسعة مساء إلى ما بعد الساعة الثانية صباحا بكميات غزيرة، وقد عاش الأهالي تلك الساعات وسط الرعب والبرد في بيوت قليلة بقيت صامدة بالمنطقة.
مناشدة لتقديم المساعدة
وناشدت مواطنة من المنطقة المنظمات أن تمد لهم يد العون، حيث خرج الناس من بيوتهم بما عليهم من ملابس فقط ويحتاجون إلى كل شيء وسط انعدام الغذاء وماء الشرب.
ورسم أحد المواطنين صورة قاتمة للوضع هناك، وقال إن “الناس نفسياتها تعبانة” بسبب ما حاق بهم من دمار بيوتهم وفقد كل ما يملكونه من أموال وغذاء ومتاع.
وتحدث المواطن عن ظاهرة غريبة أصابت بعض الناس حيث قال إنهم أصبحوا “لا يبصرون”، وقال إن ابن عمه أصيب بهذه الحالة وذهب به إلى المستشفى فوجد عددا من الحالات المشابهة.
وقال إنهم لم تصل إليهم مساعدات سوى ما جاء من مؤسسة الراجحي، إذ جاءتهم منها مؤن بواسطة أشخاص يعملون في مشروع الراجحي بالمنطقة.
وأبدى أحد المتضررين مخاوف من انتشار الأمراض، بسبب المياه الراكدة وانتشار البعوض وانعدام المياه الصالحة للشرب وعدم وجود حمامات وأدوات نظافة.
سيول قاتلة تفاقم وضع النازحين
ومنذ أسبوع، يواجه السودان الغارق منذ قرابة 16 شهرا في حرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيضانات واسعة تضرب شمال البلاد وشرقها، تسبّبت في مقتل العشرات.
وتسبّبت الأمطار الغزيرة التي غالبا ما تهطل بين شهري مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول من كل سنة، في سيول ألحقت أضرارا بالبنى التحتية وقضت على محاصيل وشرّدت عائلات بأكملها.
وفي وادي حلفا في شمال البلاد قرب الحدود مع مصر، أفادت السلطات المحلية بـ”تضرّر أكثر من ثلاثة آلاف منزل ومرفق صحي وخدمي”.
وقال محمد عثمان من سكان وادي حلفا لوكالة الصحافة الفرنسية، عبر الهاتف “أتحدث معكم من على تلة صخرية أمضينا عليها ليلة أمس مع عشرات الأسر بعدما حاصرتنا المياه من كل اتجاه”.
وتأثّر أكثر من 73 ألف سوداني من السيول والفيضانات، بحسب ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومن بين هؤلاء أكثر من 21 ألفا اضطروا إلى النزوح، في حين خسر نحو 14 ألف و300 شخص منازلهم.
“نزحوا ثلاث أو أربع مرات”
وحذّرت المنظمات الإنسانية من أن موسم الأمطار قد يتسبّب في عزل مناطق بأكملها؛ مما يجعل عمليات الإنقاذ أكثر صعوبة.
وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أولغا سارادو “بعض الأشخاص نزحوا ثلاث أو أربع مرات منذ بدء النزاع.. فقدوا مقتنياتهم وليست لديهم وجبات طعام”.
وأضافت أنهم “يواجهون تحديات كبيرة للوصول إلى مياه نظيفة ومرافق صحية؛ مما يزيد خطر انتشار أمراض تنتقل عبر المياه”.