طلاب بنغلاديش: حققنا الحرية بدماء زملائنا ولن نتسامح مع أي مؤامرة على ثورتنا (فيديو)

بعد احتجاجات قادها طلاب بنغلاديش نحو شهر، ضد نظام الحصص في الوظائف الحكومية، نجحت الحركة في الإطاحة برئيسة الوزراء شيخة حسينة، التي ظلت 15 سنة في سدة الحكم.

الجزيرة مباشر التقت عددًا من منسقي الحركة الطلابية والمظاهرات الذين كانوا في مقدمة صفوف الحراك الطلابي.

وأفاد الطالب بجامعة دكا أرمانول حق، أن الاعتقالات والقتل دفع الطلاب إلى مواصلة الحراك السلمي، ولم يكن بمقدور هذه الانتهاكات أن تبقيهم في منازلهم وتثنيهم عن مواصلة الحراك.

وقال أرمانول للجزيرة مباشر: “رأينا الشرطة تطلق النار على الحراك السلمي، كما تعرضنا لاعتداءات وهجمات من قبل روابط طلاب الحزب الحاكم الذين ضربونا بالمناجل”.

واعتبر أرمانول أن الحراك الطلابي تحول إلى حركة جماهيرية حيث “زاد الغضب بعد مهاجمة الشرطة وطلاب فروعِ الحزب الحاكم لنا في المظاهرات السلمية، ولم يمكن الاعتقال ولا إطلاق النار والقتل، ولا أي شيء أن يوقفنا أو يقمعنا”.

بنغلاديش جديدة

أما جنة نعيم برومي، الطالبة بجامعة جهانجير ناجار، فقالت: “إن حماية الانتصار أصعب من تحقيقه، لقد حصلنا على الاستقلال، والآن علينا العمل بجد لفترة طويلة لحمايته”.

وأضافت جنة للجزيرة مباشر، أنه لا يمكن القضاء على الفساد وسوء الإدارة في هذا البلد الممتد، في غضون أيام، فكل قطاع مثقل بالمخالفات والفساد، وهذه الحالة التي تشبه السرطان تحتاج إلى وقت للتعافي.

واعتبرت أنه يتعين استبدال المسؤولين الفاسدين الموالين لنظام حسينة، بأشخاص صادقين ومؤهلين في كل المستويات، مضيفةً: “وذلك بالتعاون مع جميع قياديي الحراك الطلابي، فنحن نحاول تطوير بنغلاديش جديدة، والجميع يكافحون من أجل ذلك”.

 

تحقق بالدماء

ومن جامعة إيس تويست اعتبر الطالب آل عمران، أن نجاح الثورة تحقق بثمن دماء الطلاب الذين قتلوا، قائلًا: “لقد حصلنا على بنغلاديش المستقلة بثمن دمائهم”.

وعبّر الطالب عن أمله في أن تتطور بنغلاديش إلى مجتمع متعلم وعادل من الآن فصاعدًا، وأن يمارس الجميع العدالة في كل مكان بما في ذلك المكاتب الحكومية، وعدم تصنيف الأشخاص بشكل غير عادل، وقال: “لتحقيق هذا الهدف سنمضي قدمًا ونواصل حراكنا”.

وأكد ضرورة الفصل بين السلطات وألا يكون جميع كبار المسؤولين بمن فيهم قضاة المحكمة العليا، مدفوعين بدوافع سياسية، كما طالب بمحاكمة قتلة الطلاب المتظاهرين.

بلد بلا فساد

وفي كلية إيدن للفتيات، التقت الجزيرة مباشر الطالبة سمية أختر خلال مشاركتها في مظاهرة تطالب بإقالة كل أتباع النظام السابق، فقالت: “نحن في الشارع، وكما تمكنا من خلع المستبد من خلال الثورة، فمن الواضح أننا قادرون على الإطاحة برفاق الدكتاتور”.

وعبرت عن آمالها في أن تصبح بنغلاديش بلدًا بلا فساد وبلا تمييز حيث يتمتع الجميع بالحرية والمساواة في الحقوق، كما حذرت من مساعي بعض الجهات لعرقلة عمل الحكومة الانتقالية، قائلة: “إذا حاولت أي جهة عقد اجتماعات سرية أو التخطيط للإطاحة بهذه الحكومة (المؤقتة)، فلن نتسامح مع ذلك، سنقوم باستئصال كل من يدعم ويؤيد المستبد، إن بنغلاديش التي اكتسبناها بعد كل هذه الدماء لن تضل طريقها”.

 

يُشار إلى أن مظاهرات بنغلاديش اندلعت رفضًا لقانون الحصص في الوظائف، الذي مررته حكومة رئيسة الوزراء المعزولة، وكان يخصص نحو 56٪ من الوظائف الحكومية لفئات بعينها بينها عائلات المحاربين القدامى الذين قادوا حرب الاستقلال عام 1971 التي انفصلت بموجبها البلاد عن باكستان.

هذه العائلات موالية بطبيعة الحال لرئيسة الوزراء المعزولة، وتحتكر نحو 30٪ من الوظائف الحكومية أصلًا، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وحرمان نحو خُمس السكان من التعليم في ظل أزمة اقتصادية ضخمة منذ وباء كورونا.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان