تعمّد قتل الرضّع.. تقرير يكشف “الوجه الأكثر دموية لجريمة الإبادة الجماعية” في غزة
“الوجه الأكثر دموية لجريمة الإبادة الجماعية”
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إحصاءاته تظهر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 2100 رضيع فلسطيني ممن تقل أعمارهم عن عامين، ضمن نحو 17 ألف طفل قتلهم في قطاع غزة منذ بداية جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
“مفزع وغير مسبوق”
وذكر المرصد الحقوقي في تقرير له، الثلاثاء، أن عدد أطفال غزة، سواء الرُضع أو الأطفال عمومًا، الذين قتلهم جيش الاحتلال “مفزع وغير مسبوق في التاريخ الحديث للحروب، ويعبر عن نمط خطير وقائم على نزع الإنسانية عن فلسطينيي غزة باستهدافهم وأطفالهم على نحو متعمد ومنهجي وواسع النطاق دون توقف منذ 10 أشهر، وبأكثر الطرق وحشية وأشدها فظاعة”.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsنجت وحدها.. قصة الرضيعة ريم التي فقدت كل عائلتها بعد قصف إسرائيلي لمنزلهم (فيديو)
وأوضح أن العديد من الأطفال كانت تقطعت رؤوسهم وأعضاء أجسادهم بفعل القصف الإسرائيلي شديد التدمير على تجمّعات المدنيين، مؤكدًا أن جيش الاحتلال يمتلك تكنولوجيا متطورة ويعلم في كل مرة يستهدف فيها بناءً مََن داخله من المدنيين، ومع ذلك يقصف المناطق السكنية المكتظة بصواريخ عشوائية وقنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة، متعمدًا بشكل منهجي ومتكرر إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر.
غزة: الوجه الأكثر دموية لجريمة الإبادة الجماعية.. إسرائيل قتلت 2100 رضيع فلسطيني https://t.co/VImMxDMEyW
— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) August 13, 2024
قتل الرضّع والأجنّة
وذكر المرصد أن فريقه الميداني وثّق أمس استشهاد الرضيعين آسر وآيسل محمد أبو القمصان، وهما توأمان لم يتجاوز عمرهما الأربعة أيام، حيث قُتلا صباح الثلاثاء مع والدتهما الطبيبة جمانة وجدتهما في قصف إسرائيلي مباشر استهدف شقة سكنية في دير البلح وسط القطاع، فيما كان والد الطفلين قد خرج لاستخراج شهادة ميلاد لكل من طفليه، مؤكدًا أنهما ليسا الحالة الأولى.
سرقوا فرحته 💔
ذهب لاستخراج شهادة ميلاد للتوأم آسر وآيسل – 4 أيام، رجع وقد استشهدوا مع أمهم.
•
لاحول ولا قوة الا بالله
•
اللهم عليك بالصهاينة
اللهم أحفظ الفلسطينين المغلوب علي امرهم pic.twitter.com/9cVI4WMwfE— أبــو دعــيــج (@abooo__duij) August 13, 2024
ويوميًّا يسجَّل ضحايا من الأطفال وبينهم رضع، وأشار المرصد إلى حالة الطفل أحمد النجار الذي قُطع رأسه وقتل مع 3 من أشقائه ووالدتهم وعدد كبير بمجزرة استهدفت نازحين غرب رفح جنوبي القطاع في 26 مايو/أيار، وأيضًا الرضيعان وسام ونعيم أبو عنزة، وعمرهما 6 أشهر، استشهدا مع والدهما و11 من العائلة في غارة برفح يوم 3 مارس/آذار.
كما أشار إلى حالة شيماء الغول، والتي كانت حاملًا في الشهر التاسع عندما تعرض منزلها في رفح للقصف يوم 12 فبراير/شباط، ما أدى إلى استشهاد زوجها وابنيها وأصيبت هي بشظية في بطنها وصلت إلى الجنين.
وأكد المرصد أن العشرات من الأجنّة قتلوا في المستشفيات نتيجة انقطاع الأكسجين والكهرباء وغياب الرعاية واستهداف المستشفيات منذ بدء الحرب. وقال إن إسرائيل مستمرة بقتل الآلاف من رجال ونساء غزة، معظمهم في سنواتهم الإنجابية، ومنهم كذلك النساء الحوامل، وآلاف من الأطفال، بمن في ذلك الرضع.
لم تقو رجلاه على حمله.. انهيار أب فلسطيني ذهب لاستخراج شهادتيْ ميلاد طفليه التوأم "آسر وآيسل" فعاد ليجدهما شـهـ ـيـديْن#الجزيرة_مباشر #غزة #غزة_لحظة_بلحظة pic.twitter.com/fVJmULq6CV
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) August 13, 2024
تخوفات بشأن القدرة الإنجابية
وأشار إلى أن 92% من الشهداء هم ضحايا عمليات القتل المنهجية والإبادة واسعة النطاق التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين، وأنه سيكون لذلك تداعياته السلبية على معدلات النمو السكاني والقدرة الإنجابية لدى فلسطينيي غزة، وسيترك عواقب خطيرة عليهم كمجموعة قومية وعرقية لأجيال عدة قادمة.
وأشار إلى أن حالات وفاة تسجل يوميًّا في صفوف الرضّع كنتيجة مباشرة للجرائم التي تأتي ضمن أفعال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وبخاصة التجويع والتعطيش ومنع وعرقلة إدخال المساعدات الأساسية كالحليب، والحرمان من الرعاية الصحية والأبوية، بل أصبحوا أهدافًا رئيسة ومباشرة ومتعمّدة لجيش الاحتلال بما في ذلك القتل العمد والإعدامات المباشرة.
أبرز أهداف جريمة الإبادة الجماعية
وأكد أن هذه الجرائم لن تنتهي آثارها بانتهاء الحرب، وهذه من أبرز أهداف جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية تجليًّا، فهناك آلاف الأطفال فقد كل منهم والديه أو بترت أطرافهم أو تعرضوا لدرجات خطرة من الحروق والإصابات، بالإضافة إلى سوء التغذية والجفاف والصدمات النفسية وفقدان موارد الرزق والسكن والتعليم، وبالتالي دفع سكان غزة للهجرة القسرية.
وجدد المرصد مطالبته المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفوري لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف تحويل إسرائيل قطاع غزة إلى مقبرة هي الأكبر للأطفال في التاريخ الحديث حول العالم، وتوفير الحماية لهم وإنهاء حالة ازدواجية المعايير الصارخة، ومحاسبة الاحتلال.