فيديو يُنشر لأول مرة لإسماعيل هنية وهو يصبّر ابنه الأكبر بعد استشهاد أشقائه (شاهد)

“وطّنا حالنا على أكبر من هيك”

في مقطع انتشر ولاقى رواجًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر الشهيد إسماعيل هنيةالرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وهو يستقبل ابنه الأكبر (عبد السلام) ويواسيه، بعد نبأ استشهاد 3 من أبنائه وعدد من أحفاده، بقصف إسرائيلي استهدفهم في مخيم الشاطئ بقطاع غزة مع أول أيام عيد الفطر المبارك.

للمرة الأولى

وبعث عبد السلام برسالة مؤثرة إلى والده هنية، في حين نُشر مقطع فيديو للمرة الأولى يوثق صموده وثباته بعد تلقيه نبأ استشهاد 3 من أبنائه وعدد من أحفاده.

ووثق المقطع الذي نشره عبد السلام عبر فيسبوك بكاءه تأثرًا بالفاجعة، في مقابل ثبات إسماعيل هنية وهو يصبّر ابنه بالدعاء والاستعانة بالله، قائلًا “وطّنا حالنا على أكثر من هيك يابا”.

وبدا هنية خلال المقطع راضيًا وهو يثبّت ابنه الأكبر بالدعاء وكلمات مؤثرة، في حين ردد عبارة “استعن بالله يا حبيبي، إحنا مرينا بأكبر من هيك”، ثم عانقه.

“وأي مصاب أكبر من هذا كله إلا رحيلك”

وكتب عبد السلام معلقًا على الفيديو “كأنك كنت تعلم أن الله وطّنك لأمر أكبر من استشهاد أبنائك وأحفادك وشقيقتك وأبناء إخوتك وأخواتك وأبناء عمومتك!، وأي مصاب أكبر من هذا كله إلا رحيلك أنت يا حبيب؟”.

وأضاف “ومين زيك يا حبيبي في صبرك وجلدك وثباتك ورسوخك؟ يا الله ما أعظمك من رجل، وما أقوى عزمك وشكيمتك”.

“جبل البلاد”

وأثار المقطع موجة من التعليقات بعد أن انتشر بشكل كبير، وأبدى المتابعون إعجابهم الشديد بموقف الشهيد (هنية) ولا سيما بعد أن مسحت إدارة فيسبوك المنشور، كما حظرت حساب عبد السلام هنية.

وتفاعلًا مع ما حدث، كتبت إيناس هنية -زوجة الشهيد حازم ابن إسماعيل هنية الذي استشهد رفقة شقيقيه وعدد من أبنائها يوم عيد الفطر “ابن عمي عبد السلام هنية عندما جاء خبر ارتقاء إخوانه.. هكذا لجأ إلى الجبل الكبير.. وهكذا كان يصبّر ولده.. رحم الله قائدنا الكبير وأزواجنا وأولادنا.. وحفظ الله أخي عبد السلام، الأب الروحي للعائلة”.

في السياق، كتب عثمان الثويني “هذه كلمات جبل البلاد، وسيد الرجال، وأبو الشهداء، وجلمود الصبر، هؤلاء يعيشون حياة أخرى لم نجدها إلا في صفحات من حياة الصحابة”.

في حين كتب سعيد زياد “هذا الرجل كان استثنائيًّا، لا يشبه أحدًا من الناس بلطفه ولينه وخلقه”. وكتب مالك العزازمة “هذا الرجل نال المراد من هذا الوجود، فهنيئًا له، ونحتسبه والله حسيبه أن يتقبله من الشهداء”.

استشهاد هنية

واغتيل إسماعيل هنية نهاية الشهر الماضي في العاصمة الإيرانية طهران عقب حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وجاء الاغتيال في حين يخوض جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا وحربًا طاحنة على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أسفر عن أكثر من 40 ألف شهيد، إضافة إلى إصابة عشرات الآلاف، معظهم من الأطفال والنساء والمدنيين، فضلًا عن الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية في عموم محافظات القطاع ومدنه، والتسبب في مجاعة كارثية، حسب منظمات إنسانية دولية وأممية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان