مدرس مصري يحرق شهادته الجامعية غضبا من “هيكلة الثانوية”.. وبرلمانيون: أولادنا ليسوا فئران تجارب (فيديو)
تحركات في مجلس النواب
أقدم مدرس مصري غاضب من خطة وزارة التربية والتعليم لإعادة هيكلة المرحلة الثانوية على حرق شهادته الجامعية، في مقطع فيديو متداول حصد آلاف المشاهدات عبر فيسبوك، وسط قلق وتحركات برلمانية بسبب غياب الحوار المجتمعي قبل اعتماد النظام الجديد.
وعبّر مدرس اللغة الفرنسية، محمود عبدالفتاح، عن غضبه من قرار إلغاء إضافة درجات المادة إلى شهادة الثانوية العامة، قائلًا “قعدت فيها 22 سنة ومش عايز الشهادة بتاعتكم، الفرنساوي من يوم ما اتخلقنا وهو مادة أساسية، أنا غلطان إني اتعلمت وضيعت عمري كله في التعليم”.
وأضاف “لا فيه تعليم حكومة ولا فيه أي حاجة، طب إحنا نعمل إيه طيب؟!”.
جاء ذلك في أعقاب إعلان وزير التربية والتعليم المصري، محمد عبد اللطيف، عن خطة الوزارة للعام الدراسي الجديد 2025/2024 الذي سينطلق في 21 من سبتمبر/أيلول المقبل.
تحركات في مجلس النواب
وأثارت الخطوة استياء أعضاء مجلس النواب المصري، إذ تقدمت النائبة سناء السعيد بسؤال برلماني موجه لوزير التربية والتعليم، جاء فيه “هل يجوز تغيير المناهج بهذه الطريقة السريعة والمتعجلة والمبنية على تغطية العجز الصارخ بالمعلمين بتقليص عدد الحصص وإلغاء أهمية بعض المواد؟!”.
وتساءلت النائبة “هل تم إجراء حوار مجتمعي مع خبراء التربية والتعليم وخبراء المناهج وأولياء الأمور؟! ومتى وأين تم هذا الحوار ولم يمض على تكليفكم أكثر من شهر لم تتمكنوا فيه من دراسة أوضاع الوزارة؟!”.
كما تقدمت البرلمانية إيرين سعيد هي الأخرى بسؤال للوزير الجديد “ما وضع معلمي هذه المواد؟ هل سيتم تغيير المسمى الوظيفي لهم ليتمكنوا من العمل لتدريس المواد الجديدة؟ أم سيتم الإبقاء على المسمى الوظيفي لمواد لن تكون موجودة بالجدول الدراسي لهذا الصف؟!”.
“تطوير التعليم مشروع قومي”
وعبّرت النائبة مها عبد الناصر عن قلقها الشديد من تصريحات وزير التربية والتعليم، الذي تولى منصبه منذ شهر فقط، إذ ادعى أنه أجرى حوارًا مجتمعيًّا دون أي معلومات واضحة عن توقيت أو مكان أو المشاركين في هذا الحوار، مما يثير الشكوك حول صحة هذا الادعاء، وفق تعبيرها.
وطالبت البرلمانية في بيان عبر فيسبوك بأن يكون “تطوير التعليم في مصر مشروعًا قوميًّا للدولة لا يتأثر بأشخاص من يتولوا الحقيبة الوزارية”، مؤكدة ضرورة وضع خطة شاملة من خبراء التعليم عن طريق ورش عمل تدرس نظم التعليم الناجحة في دول ذات ظروف مشابهة لمصر.
“ليسوا فئران تجارب”
“أولادنا وبناتنا ليسوا فئران تجارب!”.. هكذا علّق عضو مجلس النواب المصري فريدي البياضي على خطة الهيكلة المثيرة للجدل.
وكتب في منشور عبر صفحته الرسمية بفيسبوك “هل من المعقول أن يقوم الوزير بكل هذه التغييرات دون أن يوضح الأسباب أو آراء الخبراء؟ هل من المعقول أن يقرر الوزير كل هذه التغييرات التي تؤثر بشكل مباشر على بناتنا وأبنائنا وعلى قطاع كبير من الأسر المصرية دون أي حوار مع لجنة التعليم في البرلمان المصري؟!”.
وأضاف “على أي أساس تم إقرار تهميش بعض المواد واستبعادها من درجات المجموع؟! هل تدرك الوزارة أنها بذلك تقرر أن هذه المواد أقل أهمية من غيرها؟”.
واختتم البياضي مطالبًا الوزير بالتوقف عن بدء هذه التغييرات قبل اللجوء إلى حوار مجتمعي حقيقي وحوار برلماني مع لجنة التعليم، والإعلان بشفافية وبوضوح عن أسماء الخبراء الذين أقروا هذه التعديلات ووجهة نظرهم، على حد تعبيره.