وول ستريت جورنال تكشف كيف اغتالت إسرائيل “الشبح” فؤاد شكر

عاش حياته متواريا عن الأنظار

القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل في بيروت إثر غارة جوية (غيتي)

يُعَد فؤاد شكر أرفع مسؤول عسكري تغتاله إسرائيل في حزب الله اللبناني، وقد عاش حياة سرّية للغاية، لدرجة أن قِلّة من الناس كانوا يعرفون اسمه أو وجهه قبل أن تقتله غارة جوية وتساعد في وضع الشرق الأوسط على شفا الحرب.

وذكر تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن فؤاد شكر استطاع أن يفلت من قبضة الولايات المتحدة لمدة 4 عقود، منذ أن أدى تفجير إلى مقتل 241 جنديًّا أمريكيًّا في ثكنة مشاة البحرية في العاصمة اللبنانية بيروت، الذي تقول واشنطن إنه ساعد في التخطيط له.

عاش حياته متواريًا عن الأنظار

وأشارت الصحيفة إلى أنه كان أحد مؤسسي حزب الله، وصديقًا موثوقًا به منذ فترة طويلة لأمينه العام حسن نصر الله، مؤكدة أن شكر أدى دورًا رئيسيًّا في تطوير ترسانة الصواريخ التي جعلت حزب الله “واحدًا من أقوى الميليشيات المسلحة في العالم”، حسب التقرير.

وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من كون فؤاد شكر أحد أهم الشخصيات في تاريخ حزب الله، فإنه عاش حياته متواريًا عن الأنظار، ولم يظهر إلا في تجمعات صغيرة لقدامى المحاربين الموثوق بهم في الحزب. وقد ظهر علنًا ​​في وقت سابق من هذا العام لحضور جنازة ابن أخيه الذي استشهد وهو يقاتل إسرائيل، ولكن لبضع دقائق فقط، كما قال أحد معارفه.

وأردفت (وول ستريت جورنال) أن شكر كان شديد السرّية، لدرجة أن وسائل الإعلام اللبنانية التي نشرت تقارير عن مقتله، نشرت صورًا للرجل الخطأ في بادئ الأمر.

تفاصيل عملية الاغتيال

أما عن تفاصيل عملية اغتياله، فقد ذكرت الصحيفة، نقلًا عن مسؤول في حزب الله، أن القائد الذي لا يعرفه سوى قِلة من الناس أمضى يومه الأخير (30 من يوليو/تموز) في مكتبه بالطابق الثاني من مبنى سكني في حي الضاحية الجنوبية لبيروت، وأنه كان يعيش في الطابق السابع من المبنى نفسه، وهو ما يحد على الأرجح من الحاجة إلى التحرك في الأماكن العامة.

وأضافت “وفي ذلك المساء، وفقًا لمسؤول حزب الله، تلقّى شكر مكالمة من شخص يطلب منه الذهاب إلى شقته في الطابق السابع. وفي حوالي الساعة السابعة مساءً، سقطت ذخائر إسرائيلية على الشقة والطوابق الثلاثة التي تقع تحتها، مما أسفر عن مقتل شكر وزوجته وامرأتين أخريين وطفلين. وأصيب أكثر من 70 شخصًا، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية”.

وقال المسؤول، وفقًا للصحيفة، إن المكالمة التي أُجريت لاستدراج شكر إلى الطابق السابع، حيث سيكون من الأسهل استهدافه وسط المباني المحيطة، جاءت على الأرجح من شخص اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله.

بقايا حطام المبنى الذي كان يعيش فيه فؤاد شكر والذي قُتل فيه إثر غارة إسرائيلية في بيروت (وول ستريت جورنال)

“كان مثل الشبح”

وأضاف المسؤول أن حزب الله وإيران يواصلان التحقيق في هذا “الفشل الاستخباراتي” لكنهما يعتقدان أن إسرائيل تغلّبت على عمليات المراقبة المضادة للحزب باستخدام تكنولوجيا أفضل عبر عمليات القرصنة.

وعلقت الصحيفة بأن اغتيال شكر كان بمثابة ضربة قوية لحزب الله، حيث أدى إلى القضاء على أحد أفضل القادة الاستراتيجيين في الجماعة، وكشف عن مدى اختراق عملياتها.

وقال مسؤول حزب الله، الذي تحدث للصحيفة الأمريكية مشترطًا عدم نشر هويته، إن حزب الله أصدر أوامر في وقت مبكر من اليوم الذي استُهدف فيه شكر، للقادة رفيعي المستوى بالتفرّق وسط مخاوف من تعرّضهم للخطر. وبعد الضربة، لم يتضح على الفور ما إذا كان قد قُتل.

وقال المسؤول إن البعض في حزب الله اعتقدوا أنه ربما استجاب لأوامر الإخلاء وفرّ. مؤكدًا أن الأمر استمر بعض الوقت للعثور على جثته، حيث اكتُشفت لاحقًا في مبنى مجاور.

ونقلت (وول ستريت جورنال) عن أحد الجيران الشباب الذي جلس على الرصيف بالقرب من المبنى الذي قُتل فيه شكر، قوله “لقد سمعنا اسمه، لكننا لم نره أبدًا. كان مثل الشبح”.

المصدر : وول ستريت جورنال

إعلان