في أول لقاء إعلامي له.. “أسد غزة” حمزة أبو حليمة يكشف للجزيرة مباشر تفاصيل صورته الأيقونية (شاهد)
أعاد تجسيد المشهد بالتفصيل
في أول حوار له منذ الإفراج عنه، كشف الشاب حمزة أبو حليمة، ابن حي الشجاعية في مدينة غزة شمالي القطاع، الذي لقب بـ”أسد غزة”، عن كواليس صورته الشهيرة التي جرى تداولها على نطاق واسع في فبراير/شباط الماضي، وهو يجلس عاري الجسد ومكبّل اليدين وينظر بحدة إلى جندي إسرائيلي مدجج بالسلاح في مدينة غزة.
الصورة التي هزّت المنصات
وعن قصة هذه الصورة، وكواليسها قال أبو حليمة في حواره للجزيرة مباشر “كنا قاعدين في هذا البيت أنا وزوجتي وأطفالي، وكان اليهود على بعد حوالي 5 كيلومتر عنا، وفوجئنا في الساعة 7 صباحًا، صار القصف ودمّروا البيت ونزلت علينا الحيطان والعمدان”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“بيتي حلقة وصل في الوادي”.. مسن مقدسي يروي تفاصيل تنكيل مستوطن مسلح به (شاهد)
الاحتلال يعلن انتشال جثث 6 من أسراه بغزة وتأخر صفقة التبادل يضع نتنياهو في أزمة
شاهد: لحظة انسحاب قيادي في حماس من مقابلة على الهواء مع “سي إن إن”
وتابع “وصار أطفالي كلهم يعيطوا من الخوف وما قدرتش أطلع أشرد لأن تم تطويق المنطقة وظل القصف متواصلا 4 ساعات للساعة 11 تقريبا”.
قنابل ورصاص رغم الراية البيضاء
وأشار أبو حليمة، إلى أنه خشي على حياة أسرته، فقرر أن يخرج لقوات الاحتلال ليؤكد لهم أنه مدني ومعه أطفال، موضحًا “شفتهم من الشباك معهم عبوات قمت فتحت الباب وصرت ألوح بقماشة بيضاء وأقول أنا مدني هون معي زوجتي وأطفالي وصاروا يطخوا عليّ ويلقوا قنابل فدخلت جوه البيت مرة أخرى”.
واستكمل “وصرت أزعق من جوه البيت عشان الأطفال بتعيط وأقول أنا مدني، وبعدين ألقوا قنبلة ثانية وتمت إصابتنا بالكامل، وأصبت أنا في قدمي وأخدت فيما بعد 13 غرزة بدون بنج (تخدير)”.
لحظة التقاط الصورة
وحين فقد أبو حليمة الأمل في وقف إطلاق النار اتجاه أسرته خشي على حياتهم وقرر أن يخرج رافعا يديه وجالسا وسط أطفاله، ليتم اعتقاله وتجريده من ملابسه والتحقيق معه تحت التعذيب رغم إصابته.
وتم اقتياده إلى مكان الصورة التي انتشرت له وهو جالس أمام جندي إسرائيلي، رافعًا رأسه بعزة، وحكى أبو حليمة تفاصيل هذه الصورة قائلًا “لما اعتقلوني جيت على هذا المكان وكانوا يسألوني وين حماس ووين أنفاقهم قلت لهم أنا لا أعرف حاجة أنا مدني قاعد في مكان قلتوا عليه مكان آمن ودخلتوا علينا وصاوبتونا، فصاورا يضربوني وكنت بنزف من جميع جسدي”.
وأردف “ولما زاد الضرب والتعذيب قلت للضابط بدك أحكيلك وين حماس ومتزعلش؟ قالي احكي قلت له إذا كنت أنت وموسادك ومخابرات أمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا سقطتم أمام حماس في 7 أكتوبر أنا إيش ذنبي؟ فصاروا يعذبوني وقلت خلاص بدك تعدم أعدمني أنا ما عنديش أي حاجة أقولها وساعتها الجندي التقط الصورة وأنا جالس وتم تداولها”.
نصف يوم من التعذيب والإهانة
وأوضح أن قوات الاحتلال اقتادته إلى مكان آخر ليتم استكمال التحقيق معه مع استمرار تعذيبه “سحبوني لمكان بعد ملعب فلسطين وتم تعذيبي وإهانتي لحد الساعة 12 بالليل وبعدين تركوني، لما اتأكدوا أني ما ليش صلة بحماس”.
وختم حديثه قائلا “الحمد لله أنا رافع رأسي الآن وبعدين وإلى آخر نقطة دم فيّ وفي أولادي، وإحنا شعب صامد ونبقى صامدين في وجوههم لأنهم هم المعتدون علينا في قلب بيوتنا وأرضنا”.
يذكر أنه بعد إطلاق سراح حمزة أبو حليمة فوجئ باستشهاد والده خميس أبو حليمة برصاص جنود الاحتلال مع أنه خرج من المنزل رافعا الراية البيضاء، كما أطلق الاحتلال النار على زوجة شقيقه وعلى اثنين من أطفاله بقيا يومين بجوار جثمان أمهما حتى استشهدوا جميعا.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه وعدوانه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد عملية طوفان الأقصى؛ مما أدى إلى استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين، فضلًا عن الدمار الهائل الذي أصاب البنى التحتية في عموم محافظات ومدن القطاع، إضافة إلى المجاعة الكارثية التي سببها الحصار الذي اشتد ضراوة مع بداية الحرب بحسب منظمات أممية ودولية.