السودان.. ناد رياضي يتحول إلى مركز صحي للنساء (فيديو)

عمل أهالي ولاية القضارف إلى تحويل نادي ديم حمد والشايقية الرياضي إلى مركز صحي للنساء في حالات الطوارئ، وذلك بعد خروج نحو 70% من المستشفيات العاملة في السودان عن الخدمة بسبب الحرب.

وقال عبد الموجود صالح المسؤول من النادي الرياضي، إنهم قاموا بتجميد نشاط النادي وفتحه للنازحين المصابين بالأمراض المزمنة والسيدات الحوامل اللاتي عانين لحين وصولهن إلى مدينة القضارف.

وأضاف صالح للجزيرة مباشر “لقينا الناس في حالات يرثى لها لا يمكن تخيلها، غير أن قوات الدعم السريع جردت النازحين من كل ما يملكون”.

فيما أفادت المتطوعة، إيمان حبيب الله، بأنهم نقلوا السيدات من مركز الإيواء القديم المزدحم لهذا النادي الرياضي بسبب عدم توفر الرعاية الصحية هناك.

مأساة الحرب والنزوح

وقالت إيمان عثمان، إحدى المستفيدات من خدمة المركز، إنهم خرجوا من مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار مشيًا على الأقدام لمدة 9 أيام وهي حامل، ووصفت التنقل بأنه كان بمثابة زحف من قرية إلى قرية حتى وصلت إلى القضارف.

وأضافت وهبة محمد المريضة بالسرطان للجزيرة مباشر “نزحنا ولم أخذ جرعة العلاج، ثم ذهبنا مشيًا على الأقدام لمستشفى السوكي بولاية سنار حتى اشتعلت المدينة أيضًا بالحرب ومنها نزحنا لولاية القضارف”.

ولم يكن النزوح سيرًا هينًا على إيناس دفع الله الحامل في شهرها الأخير مع معاناتها في طريق النزوح لخمسة أيام وهي لا تعرف إلى أين ذاهبة، وعند وصولها القضارف شرق السودان حدث أن “نقلوني لدار إيواء أخرى حيث تكدست الأماكن واضطرت للنوم على الأرض في بداية الأمر”.

وأكدت شقيقتها ومرافقتها، فاطمة دفع الله، أنهم تركوا أطفال إيناس في مدينة مدني التابعة لولاية الجزيرة المنكوبة بسبب الحرب، قائلة بأسى: “والله اتشردنا، ناس في الخرطوم وناس في مدني وناس في سنجة”.

ومن جانبها، قالت مريضة الكلى، آسيا عبد الرحمن، إن معاناتها مع المرض اشتدت مع الحرب والنزوح المستمر، حيث أخذ منها الطريق للقضارف أسبوعًا من السير.

وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان قد أصدر بيانًا في شهر إبريل/نيسان الماضي، واصفًا أزمة الجوع التي تمر بها السودان بـ”الأسوأ في العالم”، حيث تواجه أكثر من 1.2 مليون امرأة حامل ومرضع سوء تغذية يهدد حياتهن وحياة أطفالهن.

ووفقًا للبيان تتعرض السودان خلال هذه الفترة، لأكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، إذ إن أكثر من 6.6 ملايين شخص نزحوا داخل السودان فيما لجأ أكثر من مليوني شخص إلى دول مجاورة، وأغلب النازحين من نساء يعانين من نقص حاد في الغذاء بسبب الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.