شباك الصيادين.. الأمل الأخير لمواجهة الجوع في غزة (فيديو)

في ظل الحصار الخانق وظروف الحرب القاسية التي يعيشها سكان قطاع غزة، أصبح البحر هو الأمل الأخير للعديد من النازحين الذين يواجهون صعوبة في تأمين قوت يومهم، خاصة بعد أن تقلصت مساحة الصيد بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

يرمي الصيادون شباكهم كل يوم عدة مرات، في تحدٍّ للأخطار الأمنية ومحاولة لاصطياد ما يسد جوع عوائلهم ومئات النازحين الآخرين، لكن مع ندرة الأسماك فغالبًا ما يكون السرطان البحري (السلطعون) هو ما يمكن جمعه.

وأوضح الصياد، محمد الهس، للجزيرة مباشر المعاناة المستمرة بسبب اعتداءات الزوارق الحربية الإسرائيلية عليهم أثناء الصيد، قائلًا: “المساحة المتاحة لنا قليلة جدًّا، وكثيرًا ما نتعرض للهجوم حتى نصل إلى منطقة الصيد، ومع ذلك نقوم بتوزيع ما نصطاده من السلطعون على العوائل النازحة، لأنهم يعتمدون علينا بشكل كامل لتأمين طعامهم”.

ساءت الأمور

وعبرت أم سعيد قنديل عن صعوبة الحياة التي يعيشها النازحون بسبب قلة الطعام، وعدم توفر المساعدات، وأضافت: “كنا نعتمد على طعام المساعدات المعلب لكنه كان فاسدا وأُصيب كثير من الأطفال بنزلة معوية، وبسبب عدم توفر الأدوية ساءت الأمور”.

وأكملت: “نعتمد على السلطعون كوجبة أساسية، وإذا لم يتمكن الصيادون من الصيد نبقى جائعين، فيوميًّا نعيش على أمل أن يكون الصيد وفيرًا”.

لا نجد ما نأكله

وقالت ريم أبو عقلان للجزيرة مباشر: “ما إن يجد الأطفال شباك الصيادين حتى يهجموا عليها ليحصوا على أي سلطعون ويعطوه لذويهم ليأكلوه، فكما ترون الحال هنا لا نجد ما نأكله سوى ما يقدمه لنا الصيادون، أو إذا وُجدت تكية”.

وطالبت أبو عقلان بالنظر إليهم بعين الرأفة وتقديم الدعم للأهالي هناك، مضيفًة: “لم نر المساعدات منذ أشهر ولا يوجد مصدر دخل أو مكان نستطيع أن نحصل منه على وجبات الطعام”.

نعيش في خوف

بحرقة وألم كبير صرخت الطفلة سعاد دياب تعبيرًا عن الواقع المرير الذي تعيشه، إذ وجدت نفسها مضطرة للمشاركة في البحث عن طعام أسرتها بدلًا من عيش طفولتها باللعب والتعلم.

وأردفت: “أصبحنا نقاتل للحصول على بضعة سلطعونات لنطعم أهلنا، يكفي أننا نعيش في خوف دائم ونضطر إلى التزاحم أمام الشاطئ لنبحث عن شيء نأكله إذا تبقى مع الصياد”.

ورغم ازدحام شواطئ البحر بالجوعى من النازحين، حيث تتشابك براءة الطفولة مع الواقع الأليم الذي فرضته الحرب فإن البحر يبقى هو الملاذ الأخير لأهالي غزة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان