بعد الإطاحة بالشيخة حسينة.. بنغلاديش ترفع الحظر عن الجماعة الإسلامية

الجماعة الإسلامية في بنغلاديش
قيادات من الجماعة الإسلامية في بنغلاديش (مواقع التواصل)

رفعت السلطات الجديدة في بنغلاديش، اليوم الأربعاء، الحظر المفروض على الجماعة الإسلامية، الذي تم فرضه قبل أيام من تنحي رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة وفرارها إلى الهند.

وفي قرار يدخل حيز التنفيذ على الفور، ألغت الحكومة المرسوم الحكومي السابق الصادر بتاريخ 1 أغسطس/آب الماضي الذي قضى بحظر الجماعة الإسلامية في بنغلاديش.

الدور السياسي للجماعة الإسلامية

والجماعة الإسلامية هي أحد الأحزاب الرئيسة في البلاد، وأكبر تنظيم إسلامي فيه، وظلت لعقود حليفًا رئيسًا لحزب المعارضة الرئيس لحسينة، حزب بنغلاديش الوطني.

وكانت الجماعة ضمن الائتلاف الذي حكم البلاد بين عامي 2001 و2006، ثم مُنعت من المشاركة في الانتخابات ابتداء من عام 2012، بعد عودة حسينة إلى السلطة.

وينص مرسوم الحكومة المؤقتة على رفع الحظر أيضًا عن الجناح الطلابي للجماعة، لعدم توافر “أدلة محددة على التورط في الإرهاب والعنف”.

كما أعلنت الحكومة أنها فتحت تحقيقًا في مئات من حالات الاختفاء القسري التي تُتهم قوات الأمن بارتكابها في عهد حسينة، وأمرت بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة قاضي المحكمة العليا المتقاعد، ومنحتها 45 يومًا لتقديم تقريرها.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية قد ذكرت أن قوات الأمن مسؤولة عن “أكثر من 600 حالة اختفاء قسري” لم يتم العثور على نحو 100 منهم حتى الآن.

وينتمي العديد من المعتقلين إلى حزب بنغلاديش الوطني والجماعة الإسلامية.

المحتجون اقتحموا قصر الشيخة حسينة في العاصمة دكا
المحتجون اقتحموا قصر الشيخة حسينة في العاصمة دكا (غيتي)

جذور تاريخية

وللجماعة الإسلامية في بنغلاديش أكثر من 150 فرعًا منتشرا في معظم مدن بنغلاديش وقراها، ولكل فرع منها أمير محلي ومجلس للشورى ومكتبة لتوزيع كتب الدعوة ومؤسسة مالية (بيت المال)، كما أن لها أكثر من 8 ملايين عضو مؤيد، وأكثر من 40 ألف عضو عامل، وتمتلك العديد من المؤسسات وتديرها، ومنها جمعية العمال، وجمعية الفلاحين، وجمعية التربية الإسلامية، ومطبوعة يومية وأخرى أسبوعية وثالثة شهرية، فضلًا عن إدارة العديد من المدارس، ويسجل طلابها حضورًا قويًا في 3 جامعات حكومية.

لم تؤيد الجماعة الإسلامية حرب استقلال بنغلاديش عن باكستان عام 1971 حفاظًا على باكستان وكيانها الإسلامي، ودعمًا للعالم الإسلامي، وتوسيعًا لرقعته في مواجهة “العداء” الهندوسي.

وعقب انفصال بنغلاديش (باكستان الشرقية) عن باكستان، انتخب الشيخ غلام أعظم أول أمير للجماعة في البلاد، وتولى بعده الشيخ مطيع الرحمن نظامي.

وكانت بنغلاديش قد شهدت موجة واسعة من الاحتجاجات في يوليو/تموز الماضي، قادتها حركات طلابية نجحت في الإطاحة برئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة التي هربت إلى الهند، وتم تكليف عالم من بنغلاديش حائز على جائزة نوبل محمد يونس، بتشكيل حكومة انتقالية.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية

إعلان