وفد إسرائيل المفاوض يغادر القاهرة إثر خلافات مع نتنياهو

صور الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس بقطاع غزة تغطي أحد الجدران في تل أبيب (الأوروبية)

غادر الوفد الإسرائيلي المفاوض العاصمة المصرية القاهرة عائدا إلى تل أبيب بعد ساعات قليلة على وصوله، السبت، بهدف استكمال محادثات صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن الوفد المفاوض بمشاركة رئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار ومنسق العمليات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية اللواء غسان عليان، الذي غادر إلى القاهرة في وقت سابق اليوم، عاد إلى تل أبيب بسبب خلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأضافت الصحيفة أن خلافات بين نتنياهو والجيش بشأن محادثات الصفقة كانت من ضمن أسباب عودة الوفد المفاوض كذلك، من دون توضيح ماهية هذه الخلافات.

وحتى الآن، لم يصدر عن مكتب نتنياهو أي تعقيب بشأن ما أوردته يديعوت أحرونوت، لكن المكتب نقل في سياق متصل عن نتنياهو زعمه أنه وافق على الخطوط العريضة لصفقة تبادل الأسرى، لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حاولت “إدخال تغييرات عليها من أجل عرقلة إتمامها”.

ولم يصدر عن حماس تعقيب فوري بالخصوص، لكنها تؤكد عادة انفتاحها بإيجابية على صفقة تضمن وقفا دائما للحرب، وانسحابا كاملا لجيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وتبادلا للأسرى، وتحقيق إعمار القطاع بعد انتهاء الحرب، وتوفير الإغاثة للغزيين.

شروط نتنياهو تُفسد الصفقة

في السياق، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن وزير الدفاع يوآف غالانت قال في اجتماعه الأخير مع نتنياهو إنه لن يتم التوصل إلى صفقة في ظل الشروط التي يضعها رئيس الوزراء.

ونقلت القناة عن غالانت قوله في الاجتماع ذاته مع نتنياهو إنه لا توجد أي موانع أمنية لتأخير التوصل إلى صفقة.

بينما أكدت القناة 13 الإسرائيلية أن هناك إجماعا في المنظومة الأمنية على أن نتنياهو قد تخلى عن الصفقة.

نتنياهو مستمر في تعطيل الصفقة

بدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إنه إذا كانت الحكومة قد تخلت عن “المختطفين” فعليها أن تكون صادقة مع عائلاتهم وتتوقف عن اللعب.

وأضاف لابيد “نتنياهو مستمر في تعطيل صفقة عودة المختطفين لأسباب سياسية فحسب”.

ونقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن محادثات الوفد الإسرائيلي في القاهرة لم تسفر عن انفراجة، وإن التوصل إلى اتفاق ما زال بعيدا.

وفي وقت سابق السبت، وصل الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى القاهرة.

وجاء وصول الوفد بعد محادثات في القاهرة أجراها كبير مستشاري الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك مع رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل ومسؤولين آخرين؛ إذ أقنعهم بعقد الاجتماع مع الوفد الإسرائيلي، وفق ما أفادت يديعوت أحرونوت.

كما طلب ماكغورك من رئيسَي الشاباك والموساد الحضور إلى القاهرة رغم رفض حماس الشروط الجديدة التي وضعها نتنياهو للصفقة.

تداعيات اغتيال هنية

يأتي ذلك بينما لم يصدر عن الوسيطين المصري والقطري ولا حركة حماس أي تعليق بشأن استئناف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، خاصة أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، فجر الأربعاء، ألقى بظلال سلبية على إمكانية ذلك.

والأربعاء، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد في غزة يدفع إلى التساؤل عن كيفية إجراء مفاوضات فيها طرف يقتل من يفاوضه.

وبداية يونيو/حزيران الماضي، طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن بنود صفقة عرضتها عليه إسرائيل لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين، وقبلتها حماس وقتها.

لكن نتنياهو أضاف شروطا جديدة رأى كل من غالانت ورئيس الموساد أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.

وتضمنت هذه الشروط منع عودة من سمّاهم المسلحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند محور نتنساريم، الذي أقامه جيش الاحتلال قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه، وبقاء الجيش في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، الذي أعلن السيطرة عليه في 29 من مايو/أيار الماضي.

ومساء الجمعة، أفادت القناة 12 بأن نتنياهو تشاجر مع رئيسَي الشاباك والموساد ومسؤول ملف المختطفين بالجيش الإسرائيلي اللواء نيتسان ألون، الأربعاء، واتهمهم بأنهم ضعفاء ويعملون لصالح رئيس حماس في غزة يحيى السنوار.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان