حرب على 4 جبهات وعقيدة غولدا.. تحليل للمواجهة الشاملة التي قد تعصف بإسرائيل
نشر المحلل العسكري رون بن يشاي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” تقريرًا يتحدث عن الخيارات الموضوعة أمام إسرائيل في ظل ما وصفه باشتعال 4 جبهات سياسية وعسكرية منفصلة في مواجهة إسرائيل.
الجبهة الأولى، بحسب يشاي، هي الجبهة الإقليمية التي تقودها إيران وحلفاؤها في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: وصية شهيدين اغتالهما الاحتلال بطائرة مسيَّرة في طولكرم
دول عدة تدعو رعاياها لمغادرة لبنان فورا وشركات طيران تلغي رحلاتها إلى تل أبيب
الأشلاء على منازل الجيران.. استشهاد زوج وزوجته ورضيعتهما بعمر 44 يوما في غزة (فيديو)
ثاني الجبهات وهي سياسية: “جبهة التوصل إلى صيغة اتفاق من شأنه تحرير الرهائن وقد يؤدي إلى إنهاء الشكل المكثف للقتال في غزة، ولربما التوصل إلى تسوية سياسية تضمن إنهاء الحرب على الحدود الشمالية”.
في حين أن الجبهة الثالثة تتمثل في الرد المتوقع من جانب “حزب الله” على اغتيال القيادي فؤاد شكر في بيروت.
أما الجبهة الأخيرة فهي جبهة الحوار مع الإدارة الأمريكية، التي تطلب منها إسرائيل دعمًا عسكريًا وسياسيًا في الجبهات الثلاث الأولى.
عقيدة غولدا
يشاي تحدث عن جبهة فرعية أخرى، تتمثل فيما وصفه بـ”عمليات الاغتيال الممنهجة التي تمارسها إسرائيل تجاه قادة ونشطاء كل من حماس والجهاد الإسلامي، والناشطين العسكريين في الضفة الغربية”.
قال بن يشاي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيد فتح هذه الجبهة في شكلها العملياتي وفقًا لـ”عقيدة غولدا” (نسبة إلى رئيسة الوزراء السابقة غولدا مائير)، وهي العقيدة التي صيغت وطبقت بعد عملية ميونخ عام 1972 انتقامًا من منظمة أيلول الأسود التي نفّذت عملية خطف الوفد الأوليمبي الإسرائيلي، الذي قُتل بعد فشل مفاوضات هادفة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
ويدرج المقال عملية تصفية 5 نشطاء في مدينة طولكرم بوساطة صاروخ أطلقت طائرة مسيّرة في إطار هذه العقيدة.
وتحت عنوان: “انتقام غولدا من قتلة السابع من أكتوبر/تشرين الأول”، قال بن يشاي إن هناك “رمزية لتوقيت الشروع في العودة إلى هذه العقيدة في خضم الألعاب الأولمبية في باريس، حيث تدير إسرائيل الآن حملتها الممنهجة لتصفية من خططوا ونفذوا هجوم السابع من أكتوبر، وقد شملت هذه العملية اغتيال كل من محمد الضيف، بحسب ادعاء المقال، ومروان عيسى، وروحي مشتهى، والعديد من القادة الميدانيين الآخرين، وأضاف المقال أن القائمة تطول، وأنه “من المتوقع أن تستمر الاغتيالات على مدار سنوات عديدة”.
وتابع المقال أن على نتنياهو أن يتذكر أن عليه التأني في عمليات الاغتيال، إذ “أن إسرائيل قد استغرقت 16 عامًا لاغتيال أقل من 20 من القادة” الذين كانوا على قائمة “الإكسات” في مطبخ غولدا مائير.
حيث سمّت رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك لجنة عُرفت بـ”لجنة الإكسات”، لاختيار أسماء المرشحين للاغتيال، حيث تمّ إقرار عمليات الاغتيال بناء على المعلومات الاستخباراتية التي قدمها كل من الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية.
الجبهة الإيرانية أكثر ما يقلق إسرائيل
الجبهة الإيرانية هي الأهم، حيث “تثير اهتمام المواطنين الإسرائيليين وتقلق راحتهم”.
وبحسب المقال، من المحتمل أن إيران قد استخلصت العبر من هجومها بالصواريخ المجنحة والمسيّرات الانقضاضية التي حاولت توجيهها إلى إسرائيل في إبريل/نيسان الماضي.
كما أن الهجوم الإيراني الذي تشكل من نحو 300 صاروخ مجنح وطائرة مسيّرة محملة بالمتفجرات كان الهدف منها استعراض القوة فحسب، لا إلحاق الأذى الحقيقي بإسرائيل، بيد أن الهجوم الإيراني المرتقب على إسرائيل سيكون “هجومًا حقيقيًا”، بحسب تصريحات مسؤولين إيرانيين، أوردها المقال.
وقال بن يشاي إن إسرائيل ستتعرض للهجوم من الاتجاهات جميعها، أي “من 360 درجة محيطة بها”، حيث سيتم “إغراق أنظمة الإنذار والدفاعات الجوية الإسرائيلية والتحالف الأمريكي برشقات كثيفة جدًا من الصواريخ والمسيّرات القادمة من جميع اتجاهات الحلقة النارية التي أحاط الإيرانيون إسرائيل بها”، فاستخدام صواريخ “كروز” والمسيّرات الانقضاضية يتيح لإيران وحلفائها مهاجمة إسرائيل أيضًا من أجواء مصر والبحر الأبيض المتوسط.
واستبعد المقال أن يرغب الإيرانيون بمشاركة “حزب الله” في الهجمة عبر صواريخه الثقيلة، لأن هذه الصواريخ البالستية “التي يبلغ وزن الرأس الحربي لكل منها نحو نصف طن وأكثر، والتي تبلغ مداها مئات الكيلومترات” قد تؤدي إلى ردة فعل إسرائيلية غير متوقعة ضد الأراضي اللبنانية جميعها.
وأشار المقال إلى إيران تريد احتفاظ “حزب الله” بهذه الترسانة لمواجهة شاملة مع إسرائيل في حال هاجمت الأخيرة المنشآت النووية الإيرانية.