هآرتس: إسرائيل أمامها خياران وهذا سيناريو نتنياهو المرعب
إسرائيل على شفا حرب إقليمية

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الثلاثاء، مقالا يحذر من نشوب حرب إقليمية في المنطقة العربية، والتأثير الكبير للاغتيالات الأخيرة في إبرام صفقة تبادل الأسرى.
وأكدت الصحيفة أنه بعد مرور 10 أشهر على أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، “لم يَضعُف بعد التهديد الأمني لإسرائيل، كما أن الردع لم يُعزَّز، وفرص نشوب حرب إقليمية شاملة أعلى من أي وقت مضى”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهيئة البث: إسرائيل تستعد للرد الفوري على أي هجوم إيراني
خشية ضربات حزب الله.. سكان شمال إسرائيل يطالبون الحكومة بتسريع بناء الملاجئ
محتجون من الحريديم يقتحمون قاعدة إسرائيلية خلال مظاهرة ضد التجنيد الإجباري (فيديو)
وأضافت الصحيفة “لا مفاجأة في احتمالية نشوب حرب إقليمية، داخل كل بيت يعرفون أنها مسألة ساعات أو أيام حتى يصل الهجوم الإيراني، الذي سيرافقه على ما يبدو هجوم من قبل حزب الله والحوثيين”.
حرب إقليمية
وأوضحت أنه “بعد هجوم حزب الله وإيران، سيدخل الشرق الأوسط كعادته في دوامة من ردود الفعل، وإسرائيل في هذا الجانب لا تختلف عن أعدائها، حتى إذا ما أعلنت الأطراف عبر القنوات المباشرة وغير المباشرة أنها غير معنية بالتصعيد، حين يجر الرد ردًّا آخر، يكون التصعيد هو الاختيار التلقائي”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “ردًّا على مقتل 12 شخصًا في مجدل شمس، اغتالت إسرائيل القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، وفي ذات الوقت، نفذت إسرائيل عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في طهران، التي لم تتبن إسرائيل المسؤولية عنها بشكل رسمي”.
وتابعت “جاء الآن دور إيران في الرد، والمحتمل أن إسرائيل ستكون مطالبة بالرد إذا كان الرد الإيراني كبيرا، وبدون نية معلنة ستفتح حربا إقليمية ستُدفع المنطقة إليها”.

صفقة تبادل الأسرى
وحول وضع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في ظل التوترات الإقليمية، قالت الصحيفة “تحت أرض هذا المنحدر الحاد، يقبع 115 أسيرا إسرائيليًّا، نصفهم تقريبا على قيد الحياة، يتعفنون في الأسر”، وتجدر الإشارة إلى أنه قبل حملة الاغتيالات ساد تفاؤل نسبي حول إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار، حسب الصحيفة.
وطرحت الصحيفة تساؤلات حول نية نتنياهو من الاغتيالات، وقالت “في الوقت الذي تبدل فيه التفاؤل بصفقة تبادل إلى استعدادات عامة تحسبا لاشتعال المنطقة، من الصعب ألا نتساءل عما إذا ما كانت إسرائيل بالفعل تقف وراء اغتيال هنية، هل أخذ نتنياهو في اعتباره تأثير ذلك في الصفقة؟”.
وتابعت “بشكل مخيف وصادم، ليس من المستبعد أن تأثيرات الاغتيالات على الصفقة، كانت جزءا من اعتبارات نتنياهو، لا يعتقد رئيس الولايات المتحدة جو بايدن عبثا أن نتنياهو غير معني مطلقا بتحقيق صفقة الآن، وأنه يكذب عليه بملف الأسرى الإسرائيليين”.

شروط نتنياهو الجديدة للصفقة
وعبّرت الصحيفة عن عرقلة نتنياهو للصفقة بإضافته شروطا جديدة باستمرار، بقولها “الإصرار على إضافة شروط لحماس، تركز على حفظ الوجود الإسرائيلي في محوري نتساريم وفيلاديلفيا، خلافا لموقف جميع كبار مسؤولي المنظومة الأمنية، يعزز شعورًا بأن نتنياهو يفضل استمرار الحرب بل وتوسيعها عن عقد صفقة تبادل ووقف إطلاق النار”.
وأضافت “تحت قيادة نتنياهو الفاشلة، تقع إسرائيل على شفا حرب إقليمية، مواطنوها يختبئون في منازلهم ويترقبون هجوما شاملا وللدفاع عنهم يعولون على تحالفات لا تفعل إسرائيل نتنياهو ما يكفي للحفاظ عليها، بل إنها تعرضها للخطر عمدًا”.
وقالت الصحيفة “باستثناء البيبيين (أنصار بيبي نتنياهو)، لا يستطيع الجمهور أن يثق في أن الحكومة بقيادة نتنياهو تعمل انطلاقا من اعتبارات واقعية وعملية، لصالح الأمن فقط، وأن التزام إعادة الأسرى على رأس اهتماماتها”.
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة “هناك خياران لا غير: إما صفقة أسرى ووقف إطلاق النار أو التصعيد، وبشكل مرعب اختارت إسرائيل نتنياهو في هذه المرحلة التصعيد”.