“أهلا بكم في جهنم”.. تقرير إسرائيلي يكشف عن شبكة من معسكرات التعذيب بسجون الاحتلال

شهادات أدلى بها 55 معتقلا فلسطينيا

قوات الاحتلال الإسرائيلي تنقل معتقلين من قطاع غزة -20 نوفمبر 2023 (رويترز)

أصدر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) تقريرًا يتضمن شهادات أدلى بها 55 معتقلا فلسطينيا بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، تؤكد تعريضهم للتعذيب والاعتداء الجنسي والإهانة والتجويع.

ويتألف التقرير الذي صدر الاثنين، من 90 صفحة، ويحمل عنوان “أهلا بكم في جهنم: تحول السجون الإسرائيلية إلى شبكة من معسكرات التعذيب”، وقد نُشر باللغات العبرية والإنجليزية والعربية.

وقال بتسيلم إن التقرير المعنون باسم “أهلًا بكم في جهنم” يرصد مُعاملة الأسرى الفلسطينيين وحبسهم في ظروف غير إنسانيّة بالسجون الإسرائيليّة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكشف أنه تم تسجيل إفادات أدلى بها 55 فلسطينيًّا وفلسطينية -في إطار البحث والإعداد للتقرير- ممّن احتُجزوا في السّجون ومرافق الاعتقال الإسرائيليّة خلال هذه الفترة، وإن الغالبية الساحقة من الشهود لم يُحاكموا.

آثار التعذيب على أسرى فلسطينيين يعالجون بمستشفى شهداء الأقصى – 1يوليو (الفرنسية)

“التنكيل بالبشر المحتجزين”

وتبيّن إفادات الأسرى نتائج عملية سريعة تحوّل في إطارها أكثر من 12 من مرافق الاعتقال الإسرائيليّة المدنيّة والعسكريّة إلى شبكة معسكرات هدفها الأساسيّ التنكيل بالبشر المحتجزين داخلها.

وقال التقرير “كلّ من يدخل أبواب هذا الحيّز، محكوم بأشدّ الألم والمُعاناة المتعمّدين وبلا توقّف، حيز يشغل عمليًّا وظيفة مُعسكر تعذيب”.

وأشارت بتسيلم إلى أنه استنادا إلى الإفادات التي أوردها التقرير “يتضح واقع تحكمه سياسة هيكلية وممنهجة قوامها التنكيل والتعذيب المستمرين لكافة الأسرى الفلسطينيين، بما يشمل العنف المتكرر القاسي والتعسفي.

كما يشمل ذلك الاعتداء الجنسي والإهانة والتحقير والتجويع المتعمد وفرض ظروف نظافة صحية متردية والحرمان من النوم ومنع ممارسة العبادة وفرض عقوبات على ممارستها ومصادرة الأغراض المشتركة والشخصية ومنع العلاج الطبي المناسب”.

أسرى اعتقلتهم قوات الاحتلال يتحدثون للصحفيين بعد إطلاق سراحهم -1 يوليو (الفرنسية)

السجون استخدمت أداة قمع

وبين التقرير أنه “على مر السنين زجت إسرائيل بمئات آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية التي لطالما استخدمت أداة للقمع والتحكم بالسكان الفلسطينيين أكثر من أي استخدام آخر”.

وقال “عشية الحرب بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين نحو 5 آلاف و192 أسيرا منهم 1.391 اعتقلوا دون محاكمة (معتقلون إداريون) وتفيد معطيات من بداية يوليو/تموز، أن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون ومعسكرات الاعتقال الإسرائيلية بلغ نحو 9 آلاف و623، من بينهم 4 آلاف و781 معتقلًا دون محاكمة ودون إبلاغهم بالتهم ضدهم، ودون منحهم حق الدفاع عن أنفسهم”.

ويوضّح التقرير أنه “في الأيام الأولى بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، اعتقلت إسرائيل على نحو مخالف للقانون آلاف العمال الفلسطينيين من غزة الذين كانوا في تلك الأثناء داخل إسرائيل ويحملون تصاريح عمل قانونية”.

النقل إلى مكان مجهول

كما “تم نقل المئات من المعتقلين إلى مكان مجهول، وبعضهم لا يزال محتجزا حتى اليوم دون إبلاغ عائلاتهم وأية جهة أخرى من طرفهم عن اعتقالهم أو مكان احتجازهم”.

وقد حاولت العائلات ومحامون ومنظمات حقوق إنسان أن تستفسر عمّن تشملهم قوائم أو سجلات المعتقلين وعن أماكن احتجازهم، لكن جميع هذه المحاولات قد صُدّت ورفض التعامل معها.

كما رفضت المحكمة العليا الالتماسات التي طالبت بالحصول على معلومات، حيث تبنّت المحكمة موقف الدولة وقالت إنه “لا يوجد ما يلزمها بتقديم هذه المعلومات”.

وقال التقرير “كان إخفاء السكان الغزيين من الفضاء العام وحبسهم مقدمة لسلسة من الأفعال والممارسات، بما يشمل التنكيل والتعذيب اللذين تمارسهما إسرائيل منذ بدء الحرب على نحو منهجي ومثابر في كل ما يتعلق بالمعتقلين والأسرى الفلسطينيين عموما من الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس وقطاع غزة وأراضي الـ48”.

المصدر : الجزيرة مباشر + بتسيلم

إعلان