بريطانيا.. الشرطة تتأهب وستارمر يتوعد بأحكام قاسية ووزيرة الداخلية توجه رسالة للمسلمين (فيديو)

أفراد شرطة خلال مظاهرة دعا إليها نشطاء اليمين المتطرف في بريطانيا
أفراد شرطة خلال مظاهرة دعا إليها نشطاء اليمين المتطرف في بريطانيا (الفرنسية)

تتأهب الشرطة البريطانية لمزيد من أعمال الشغب المناهضة للمسلمين، الأربعاء، بعد أن تعهدت جماعات يمينية متطرفة باستهداف مراكز لجوء ومكاتب محاماة معنية بقضايا الهجرة في شتى أنحاء البلاد، مما دفع متظاهرين مناهضين لهم إلى التخطيط لمظاهرات مضادة.

وتشهد بريطانيا موجة متصاعدة من العنف اندلعت الأسبوع الماضي، بعد مقتل 3 فتيات صغيرات في هجوم بسكين في شمال غرب البلاد، وما تلا ذلك من انتشار موجة من الرسائل الكاذبة على الإنترنت، تصف المشتبه به بأنه “مهاجر مسلم متطرف”.

وأُغلقت مكاتب المحاماة المعنية بقضايا الهجرة ومراكز دعم المهاجرين اليوم الأربعاء، وقالت بعض خدمات أطباء الأسرة في المناطق المتأثرة بالاحتجاجات إنها ستغلق مبكرًا لضمان سلامة موظفيها.

وقالت منظمة (أسيلم لينك ميرسيسايد)، التي تدعم طالبي اللجوء واللاجئين في ليفربول، إن مبناها مغلق ولن يقبل أي وافدين، وأضافت “يعمل موظفونا في الوقت الراهن على تأمين المبنى”.

ستارمر يتوعد مثيري الشغب

وتوعد رئيس الوزراء كير ستارمر مثيري الشغب بأنهم سيواجهون فترات سجن طويلة في إطار سعيه إلى القضاء على أسوأ موجة عنف في بريطانيا منذ 13 عامًا، وشغل ستارمر من قبل منصب المدعي العام، ويواجه الآن أول أزمة منذ فوزه في الانتخابات التي جرت في الرابع من يوليو/تموز.

وتوعد ستارمر بمحاسبة مرتكبي أعمال الشغب ونهب المتاجر وحرق السيارات.

وقال إنه جرى اعتقال ما يربو على 400 شخص وتوجيه اتهامات رسمية لمئة منهم، وأضاف أنه من المتوقع بدء إصدار أحكام بحقهم قريبًا.

وقال ستيفن باركنسون رئيس الادعاء العام إن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم 11 عامًا شاركوا في أعمال العنف، وأضاف “قد يواجهون عواقب أفعالهم مدى الحياة”.

وصدر حكم بالسجن لمدة 3 سنوات على رجل لكم ضابط شرطة أثناء أحداث الشغب، كما حكم على رجل آخر يدعى ديكلان جيران (29 عامًا) بالسجن 30 شهرًا بعد إقراره بالذنب في ارتكاب أعمال عنف وتهمة الحرق العمد.

رسالة للمسلمين

من جهتها، وجّهت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر رسالة للمسلمين في بريطانيا، عبر حساب وزارة الخارجية والتنمية على منصة “إكس”، أمس الثلاثاء، بعنوان “سلامتكم أولويتنا”، تحدثت فيها عن الترتيبات الأمنية الجديدة الطارئة التي اتخذتها حكومة بلادها لدعم المساجد في أرجاء إنجلترا.

ووصفت الوزيرة في رسالتها، الاعتداءات الموجهة التي شهدتها بريطانيا على المساجد، في الأيام القليلة الماضية، بـالعمل الشائن تمامًا، وأنها “جزء من أعمال البلطجة والعنف والتي لا يمكن احتمالها نهائيًا”، وأضافت: “لا يمكننا احتمال ما يبديه اليمين المتطرف من تطرف أو عنصرية أو كراهية للإسلام في بلدنا، هذا ليس البلد الذي يجسد بريطانيا”.

وأضافت أن حكومة بلادها اتخذت ترتيبات أمنية جديدة كجزء من برنامج الأمن الوقائي للمساجد في بريطانيا، ومنها إتاحة الاتصال بوزارة الداخلية، للحصول على دعم إضافي حين تواجه المساجد ما يقلقها، إلى جانب العمل عن كثب مع الشرطة المحلية، وعبرت قائلة: “لكل شخص الحق في أن يشعر بالأمان في مكان عبادته، لكل شخص الحق في أن يشعر بالأمان في شوارعنا”.

وشهدت مدن وبلدات اشتباكات بين مئات من مثيري الشغب والشرطة حطّموا خلالها نوافذ فنادق تؤوي طالبي لجوء من إفريقيا والشرق الأوسط، مرددين هتافات منها “أخرجوهم” و”أوقفوا القوارب” في إشارة إلى الذين يصلون إلى بريطانيا في قوارب صغيرة.

كما رشقوا مساجد بالحجارة، مما أثار الرعب بين السكان وخاصة من ينتمون لأقليات عرقية ودينية.

المصدر : وكالات

إعلان