واشنطن بوست: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بمسؤوليتها عن اغتيال هنية

خلف الكواليس، هناك احتكاك متزايد بين واشنطن وتل أبيب

جنازة رسمية وشعبية لإسماعيل هنية في طهران (الفرنسية)

كشفت صحيفة (واشنطن بوست) أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بمسؤوليتها عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي.

وقالت الصحيفة الأمريكية نقلًا عن ثلاثة أشخاص على صلة بالبيت الأبيض، إنه رغم أن إسرائيل لم تعلّق على مقتل هنية، فقد أبلغت المسؤولين الأمريكيين على الفور بأنها “مسؤولة عن العملية”.

وأوضحت أن مسؤولين في البيت الأبيض عبّروا عن “دهشتهم واستيائهم” من اغتيال إسماعيل  هنية، واعتبروه عقبة في مساعيهم المستمرة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة.

موكب جنازة إسماعيل هنية في طهران
موكب جنازة إسماعيل هنية في طهران (غيتي)

احتكاك متزايد

وقالت الصحيفة “خلف الكواليس، هناك احتكاك متزايد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فقد استجاب مسؤولو البيت الأبيض بمفاجأة وغضب لاغتيال هنية في الحادي والثلاثين من يوليو/تموز”.

وذكرت أنهم اعتبروا ذلك “انتكاسة لجهودهم التي استمرت شهوراً لتأمين وقف إطلاق النار في غزة – وهي العملية المتقطّعة التي اعتقدوا أنها تحرز تقدمًا” بحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر في البيت الأبيض-لم تسمها.

وقالت الصحيفة، إن إسرائيل ورغم أنها رفضت التعليق على مقتل هنية، إلا أنها أبلغت المسؤولين الأمريكيين على الفور بأنها مسؤولة عن ذلك.

“طريقة تجبر الإيرانيين على الرد”

ونقلت الصحيفة عن محللين أن هنية وعلى عكس يحيى السنوار، الذي يُعتقد أنه يعيش في غزة، فإن هنية كان في قطر وسافر إلى الخارج، وهو ما زاد من التساؤلات حول سبب اختيار نتنياهو لهذه اللحظة المتفجّرة لشن هجومه.

وأضافت الصحيفة “إذا كان هدفكم هو إتمام الصفقة، فلماذا يقتل هنية الآن ويُفعل ذلك بطريقة تجبر الإيرانيين على الرد؟”، بحسب ما نقلت الصحيفة عن دينيس روس، المبعوث الأمريكي السابق إلى إسرائيل.

وقالت الصحيفة “على مدار الصراع، أصبح العديد من المسؤولين الأمريكيين ينظرون إلى نتنياهو -وليس إيران- على أنه الورقة الرابحة الرئيسية في احتواء حريق إقليمي أوسع، وفقًا لعدد من كبار المسؤولين في الإدارة”.

وأشارت إلى أن إسرائيل شنّت مرارا وتكرارا ضربات على حزب الله والقادة الإيرانيين دون إبلاغ الولايات المتحدة أولًا، مما أثار غضب مسؤولي بايدن والرئيس جو بايدن نفسه.

وقالت “يبدو أن نتنياهو -الذي يصرّ على أن إسرائيل يجب أن تضغط عسكريًا ضد حماس بدلاً من قبول وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن- قد غيّر شروطه للتوصل إلى اتفاق محتمل بعد أن طرح بايدن علنًا خطة للتوصل إلى اتفاق وهي الخطة التي قال إنها حصلت على موافقة إسرائيلية”.

الرئيس الأمريكي جو بايدن (يسار) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
الرئيس الأمريكي جو بايدن (يسار) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

“وضع واشنطن في موقف مستحيل”

ونقلت عن فرانك لوينشتاين، الذي شغل منصب المبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في عهد الرئيس باراك أوباما، إن نتنياهو “وضع الولايات المتحدة في موقف مستحيل”.

وقال لوينشتاين “إنه يثير ردًا قد يجرّنا إلى حرب، لكن لا أحد يشكّك في ذلك علنًا ​​لأننا بالطبع سنقف مع إسرائيل ضد إيران”.

وأكد مسؤول إسرائيلي أن مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو الأسبوع الماضي بعد اغتيال هنية، كانت متوترة.

وقالت الصحيفة “ومع ذلك، لا توجد دلائل على أن بايدن على استعداد لممارسة ضغوط كبيرة على إسرائيل لمحاولة احتواء أفعالها، مثل تكييف المساعدات العسكرية أو الحد منها”، بحسب ما نقلت عن عدد من الأشخاص المطلعين على المناقشات الداخلية.

المصدر : الجزيرة مباشر + واشنطن بوست

إعلان